10 ديسمبر 2025

تصاعد التوتر بين حكومة شرق ليبيا واليونان بعد استدعاء القنصل اليوناني في بنغازي احتجاجاً على تصريحات مسؤولين يونانيين، ويدور الخلاف حول الاتفاقية البحرية الليبية التركية التي تعارضها اليونان.

تصاعدت حدة التوتر الدبلوماسي بين ليبيا واليونان، وذلك على خلفية الخلافات المستمرة حول الاتفاقيات البحرية مع تركيا والصراع الداخلي حول المناصب السيادية في البلاد.

قامت وزارة الخارجية بحكومة “الاستقرار”، التي لا تعترف بها دولياً، باستدعاء القنصل اليوناني في بنغازي، أثاناسيوس أناستوبولوس، ونائبته مساء الثلاثاء.

وجاء الاستدعاء على خلفية تصريحات صادرة عن مسؤولين يونانيين اعتبرتها الحكومة الليبية “مساساً بسيادتها ومصالحها الوطنية”.

ونقل وزير خارجية الحكومة، عبد الهادي الحويج، للقنصل اليوناني موقف رفض حكومته لما وصفه بـ”التصريحات غير المسؤولة”، وسلمه مذكرة احتجاج رسمية.

وأكد الحويج أن سيادة ليبيا ومصالح شعبها “خط أحمر”، مطالباً الجانب اليوناني بـ”ضبط التصريحات الرسمية وعدم إطلاق مواقف استفزازية”.

ويعتقد أن هذه الخطوة جاءت ردا على دعوة رئيس البرلمان اليوناني، نيكيتاس كاكلامانيس، لرئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح خلال لقاءهما الأسبوع الماضي في أثينا بعدم التصديق على مذكرة التفاهم البحرية الموقعة مع تركيا عام 2019.

تُعد مذكرة التفاهم البحرية بين ليبيا وتركيا، والتي أعيد التأكيد على الالتزام بها من قبل حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها عام 2021، مصدر خلاف إقليمي حاد.

تمنح المذكرة، من وجهة النظر اليونانية، تركيا نفوذاً في مناطق تعتبرها أثينا ضمن مجالها الاقتصادي الخالص، وتلغي حقوق جزرها مثل كريت ورودس البحرية، لذلك تعارض اليونان هذه الاتفاقية بشدة وتراها انتهاكاً للقانون الدولي.

بالتوازي مع هذا التوتر الخارجي، تستمر الخلافات بين المجلسين السياسيين الرئيسيين في ليبيا، مجلس النواب ومجلس الدولة الأعلى، حول ملف المناصب السيادية.

ونفت وسائل إعلام محلية عقد أي لقاء بين رئيسي المجلسين، عقيلة صالح ومحمد تكالة، في باريس مؤخراً بوساطة فرنسية، رغم وجود ضغوط لعقد مثل هذا اللقاء الأسبوع المقبل.

وأعلن أعضاء في مجلس الدولة أن اجتماعاً بين الرجلين سيعقد قريباً لمناقشة الملف، دون تحديد زمان أو مكان.

وبحث القائم بأعمال السفارة الأمريكية في ليبيا، جيريمي برنت، في طرابلس مع رئيسة بعثة الأمم المتحدة، هانا تيتيه، سبل دعم الجهود السياسية وخريطة الطريق الأممية، كما التقى وزير الخارجية المكلف، الطاهر الباعور، والنائب العام الصديق الصور.

ومن جانبه، بحث رئيس أركان الجيش الوطني الليبي، الفريق خالد حفتر، في بنغازي مع وفد عسكري أردني رفيع سبل تعزيز التعاون العسكري والتدريب بين البلدين.

يُظهر هذا المشهد تعقيد الوضع الليبي، حيث تتداخل الخلافات الداخلية العميقة حول الحكم والسلطة مع تحالفات وصراعات إقليمية ودولية أوسع، خاصة في ملفي الهجرة والثروات البحرية في شرق المتوسط.

ليبيا.. المشري يطعن في حكم “السواني الإدارية” ويؤكد استمرار مهامه

اقرأ المزيد