الجنوب الليبي يشهد موجة جديدة من التوترات الأمنية، مع تكتم الأطراف العسكرية والسياسية على تفاصيل التطورات، مما أثار مخاوف من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار.
وكان آخر هذه الأحداث هجوماً شنته قوات تابعة لقائد القوات المسلحة العربية الليبية، المشير خليفة حفتر، على معسكر تابع لرئاسة أركان المجلس الرئاسي الليبي في منطقة سبها، ما أدى إلى السيطرة عليه وطرد قياداته.
واتهمت القوات المهاجمة، التي يقودها صدام حفتر، الفريق علي كنة، قائد منطقة سبها العسكرية، بالتخطيط لإحداث فوضى، واعتبرت السيطرة على المعسكر خطوة استباقية، وفي المقابل، التزم المجلس الرئاسي الصمت، رغم خطورة الحدث وأهميته.
وتزامنت هذه التطورات مع تسريب رسالة من رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، إلى جهات دولية وعربية تُحذر من تصاعد التوترات وانهيار اتفاق وقف إطلاق النار الموقع عام 2020.
ورغم نفي المكتب الإعلامي لصالح صحة الرسالة، أكدت مصادر عسكرية مصداقيتها، مشيرة إلى أن التراجع عنها جاء بعد انتقادات لجوئه للاستقواء بالخارج.
ومن الأحداث اللافتة أيضاً، استقالة اللواء حسن الزادمة، قائد اللواء 128 التابع لحفتر، بسبب خلافات مع صدام حفتر، التي وصفها مراقبون بأنها مؤشر على تصدع داخل قوات حفتر.
وتزيد التطورات الأخيرة المخاوف من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار واندلاع جولة جديدة من الصراع المسلح في ليبيا، حيث يرى مراقبون أن الساحة الليبية قد تكون مهيأة لتحولات كبرى، خاصة مع وجود تحركات إقليمية ودولية مكثفة، واحتمالات انتقال تداعيات الصراع السوري إلى ليبيا.
وتبقى التساؤلات مطروحة حول قدرة الأطراف الليبية على احتواء الوضع وتجنب سيناريو الحرب الشاملة، في ظل صمت القوى الدولية وتباين أجندات اللاعبين الإقليميين.
تقرير يكشف فسادا ممنهجا في وزارة الداخلية الليبية