جددت الجماعات المتطرفة في منطقة بحيرة تشاد هجماتها على مواقع عسكرية تابعة لجيشي نيجيريا وتشاد، مستخدمة تكتيكات متطورة ومؤثرة، وأظهرت تقارير أن “تنظيم الدولة الإسلامية- ولاية غرب إفريقيا” نفذ 232 هجوماً منذ يناير 2025، مما يزيد من التحديات الأمنية في المنطقة.
تشهد منطقة بحيرة تشاد موجة عنف متصاعدة تقودها جماعات متطرفة، أبرزها “تنظيم الدولة الإسلامية – ولاية غرب إفريقيا”، التي طورت من تكتيكاتها القتالية ووسعت من نطاق هجماتها.
فبعد سنوات من المواجهات، لم تنجح الجهود الإقليمية والدولية في كبح جماح هذه الجماعات، بل على العكس، أنها تعزز وجودها بشكل مقلق.
وأظهرت الجماعات المسلحة قدرة لافتة على التكيف مع البيئة المحيطة، حيث انتقلت من هجمات تقليدية إلى عمليات عسكرية منظمة تعتمد على:
– سرعة الحركة والمناورة
– استخدام أسلحة متطورة تفوق في بعض الأحيان ما تمتلكه القوات النظامية
– استغلال الحدود بين الدول للتملص من المطاردة
وأسفرت المواجهات الداخلية بين الجماعات المتطرفة عن سيطرة “تنظيم الدولة الإسلامية” على المشهد، بعد أن نجح في إزاحة بوكو حرام من المعادلة بشكل شبه كامل.
هذا التحول جعل من التنظيم الفاعل الرئيسي في المنطقة، حيث نفذ 232 هجوماً في النصف الأول من 2025 مقابل 22 هجوماً فقط لبوكو حرام.
وتواجه الدول المعنية تحديات جسيمة تعيق جهود مكافحة الإرهاب ومنها، انسحاب النيجر من القوة المشتركة بسبب الخلافات السياسية، وتهديد تشاد بالانسحاب بعد الخسائر البشرية الفادحة، وانشغال الكاميرون بأزماتها الداخلية مع الانفصاليين، واستنزاف الجيش النيجيري في مواجهة عصابات مسلحة متنوعة.
ويثير هذا التصاعد في العنف مخاوف جدية حول استقرار المنطقة بأكملها، خاصة في ظل عجز القوى الإقليمية عن تطوير إستراتيجية موحدة وفعالة لمواجهة التهديد.
كما أن تطور قدرات هذه الجماعات ينذر بتحولها إلى خطر يتجاوز الحدود الإقليمية نحو دول الجوار.
هذه المعطيات تؤكد الحاجة الملحة إلى مقاربة جديدة تعيد النظر في آليات المواجهة الحالية، وتستند إلى تعاون إقليمي حقيقي، ودعم دولي أكثر فعالية، لأن استمرار الوضع على ما هو عليه ينذر بعواقب لا تحمد عقباها على السلم والأمن في المنطقة.
فرنسا تنهي سحب قواتها من النيجر
