تسارع الأزمة السياسية في ليبيا مع تصاعد المطالبات بإسقاط حكومة الدبيبة عقب اشتباكات طرابلس الدامية، وشهدت العاصمة احتجاجات حاشدة، واستقالة وزراء، بينما تواصلت الاتهامات باستخدام القوة ضد المتظاهرين.
تشهد ليبيا تصاعداً غير مسبوق في الأزمة السياسية مع تصاعد المطالبات الشعبية والسياسية بإسقاط حكومة عبدالحميد الدبيبة، وذلك على خلفية أحداث العنف الأخيرة في العاصمة طرابلس التي شهدت اشتباكات مسلحة وإطلاق نار على متظاهرين سلميين.
وقد اندلعت الأزمة الحالية مساء الاثنين الماضي إثر اشتباكات عنيفة في شوارع طرابلس عقب مقتل عبد الغني الككلي (المعروف باسم غنيوة) قائد جهاز دعم الاستقرار.

وشهدت العاصمة مواجهات دامية بين قوات الجهاز واللواء 444 قتال التابع للحكومة، بالإضافة إلى اشتباكات أخرى مع جهاز الردع بعد قرار حله من قبل رئيس الحكومة، ولم تعلن أي جهة رسمية عن حصيلة دقيقة للضحايا رغم التقارير عن سقوط عدد من القتلى والجرحى بين المدنيين والمسلحين.
وفي تصعيد للاحتجاجات، خرج آلاف الليبيين يوم الجمعة في مظاهرات حاشدة بميدان الشهداء في طرابلس وعدة مدن غربية، رفعوا خلالها شعارات تطالب بإسقاط حكومة الدبيبة التي وصفوها بالفاشلة والمتورطة في إراقة الدماء.
وجاءت هذه التظاهرات كرد فعل على العنف الدامي الذي شهدته العاصمة وأسفر عن عشرات الضحايا.
وفي تطور مهم، أعلن عن استقالة سبعة وزراء من حكومة الدبيبة احتجاجاً على أداء الحكومة وتسببها في تأزم الوضع، وفقاً لمصادر إعلامية ليبية.
وشملت الاستقالات وزراء الاقتصاد، الإسكان، الثقافة، الموارد المائية، الصحة، المالية، ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، إلا أن الحكومة نفت هذه الأنباء وأكدت أن جميع الوزراء ما زالوا يمارسون مهامهم بشكل طبيعي.
من جهة أخرى، اتهمت الحكومة المكلفة من قبل البرلمان مجموعات مسلحة موالية لحكومة الدبيبة بمحاولة اقتحام ونهب المصرف المركزي في طرابلس، ودعت النائب العام للتحقيق في الحادثة.

كما استنكر مجلس النواب الليبي بشدة ما وصفه “باستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين السلميين” من قبل قوات موالية للحكومة.
وأصدر مجلس النواب بياناً أكد فيه أن “الحكومة سقطت منذ ثلاث سنوات بقرار سحب الثقة، واليوم أسقطها الشعب”، مشيراً إلى أن “التنسيق جارٍ مع المجلس الأعلى للدولة لاختيار شخصية وطنية لتشكيل حكومة جديدة”، كما دعا المجلس الأمن إلى حماية المتظاهرين وعدم التعرض لهم.
بدوره، وصف المجلس الأعلى للدولة حكومة الدبيبة بأنها “فاقدة للشرعية سياسياً وقانونياً”، مؤكداً أنها “أخفقت في إجراء الانتخابات وعمقت الأزمات السياسية والاقتصادية”، ودعا المجلس إلى تشكيل حكومة مؤقتة جديدة.
وفي إجراءات تصعيدية، كلف مجلس النواب النائب العام بالتحقيق مع الدبيبة فيما يتعلق بأحداث قمع المتظاهرين والأحداث الدامية في طرابلس، كما أصدر قراراً بمنعه من السفر.

وفي سياق متصل، أفادت مصادر محلية عن عقد المجلس الرئاسي لاجتماع طارئ لمتابعة التطورات، مع تأكيده على “التزامه بوحدة ليبيا واستقرارها”، وتشير التقارير إلى اتصالات مكثفة تجري مع أطراف محلية ودولية لاحتواء الأزمة المتصاعدة.
وتأتي هذه التطورات في ظل تحذيرات أممية متكررة من تدهور الوضع في ليبيا، حيث تشهد البلاد أزمة سياسية مستمرة منذ سنوات مع وجود حكومتين متنافستين وغياب أي حلول سياسية قابلة للتطبيق.
السلطات الليبية تتخذ إجراءات حازمة لوقف أعمال العنف في الملاعب
