05 ديسمبر 2025

وصف خبير القانون الدولي أيمن سلامة تصاعد التوترات بين مصر وبريطانيا حول تأمين السفارات بأنه قد يؤدي لأزمة دبلوماسية، ونتيجة لاعتداءات على السفارات، أزالت مصر الحواجز الأمنية للبريطانية، مما زاد من حدة الخلاف.

تشهد العلاقات المصرية البريطانية توتراً غير مسبوق يتصاعد إلى مستوى أزمة دبلوماسية كبرى، وفقاً لتحذيرات خبير القانون الدولي الدكتور أيمن سلامة، الذي وصف التطورات الأخيرة بأنها “انعكاس لحالة توتر قد تؤدي إلى أزمة دبلوماسية خطيرة”.

ونشأت الأزمة بعد سلسلة من الاعتداءات على السفارات المصرية في عدة عواصم غربية بينها لندن وأمستردام ونيويورك، حيث اتهمت القاهرة جماعات مرتبطة بتنظيم الإخوان المسلمين بالتحريض على هذه الاعتداءات.

وتصاعد الموقف بعد توقيف مواطنين مصريين في بريطانيا كانوا يدافعون عن مبنى السفارة المصرية في لندن خلال احتجاجات أمام المقار.

ردت السلطات المصرية بإزالة الحواجز الأمنية حول السفارة البريطانية في القاهرة، مستندة إلى اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961 التي تنص على أن تأمين السفارات يقع على عاتق الدولة المضيفة.

وفي رد مفاجئ، أغلقت بريطانيا سفارتها في القاهرة مؤقتاً بسبب مخاوف أمنية، وهو ما اعتبرته مصر استفزازاً ومحاولة للضغط عليها بسبب مواقفها الداعمة للقضية الفلسطينية.

ويؤكد الدكتور سلامة أن القانون الدولي يمنح الدولة المضيفة الحق الكامل في تقييم الظروف الأمنية واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان الأمن على أراضيها، مشيراً إلى أن اتفاقية فيينا تلزم الدولة المضيفة بحماية المقار الدبلوماسية لكن الوسائل تبقى ضمن سلطتها التقديرية.

ويحذر الخبير الدولي من أن استمرار هذا التوتر قد يدفع الطرفين إلى مراجعة شاملة للعلاقات الثنائية، مشيراً إلى سابقة اقتحام السفارة الأمريكية في طهران عام 1979 كمثال على كيف يمكن لمثل هذه الأزمات أن تؤدي إلى قطيعة دبلوماسية طويلة الأمد إذا لم يتم إدارتها بحكمة.

تتهم مصر السلطات البريطانية بالتقصير في حماية سفارتها في لندن، حيث وصف الإعلام المصري تصرفات الشرطة البريطانية بأنها “تغاضت عن الجناة”، من جهتها، تعتبر بريطانيا أن إغلاق سفارتها جاء بسبب تقييم أمني مستقل.

يدعو الخبير القانوني إلى ضرورة الحوار والتنسيق بين البلدين لتجنب تفاقم الأزمة، مؤكداً أن القواعد الدبلوماسية ليست نصوصاً قانونية جامدة بل أدوات حيوية تتأثر بالسياقات السياسية والأمنية.

يذكر أن هذه الأزمة تأتي في سياق متوتر إقليمياً ودولياً، حيث تشهد المنطقة تحولات جيوسياسية كبيرة قد تؤثر على طبيعة التحالفات والعلاقات الدولية في المستقبل المنظور.

محمد النني يدعم مبادرة إنسانية لمساندة عائلة الاعب الراحل محمد شوقي

اقرأ المزيد