تشكل القيادة العامة للجيش الوطني الليبي والجيش التشادي قوة أمنية مشتركة لتأمين حدودهما استجابة لتصاعد التوترات والمخاطر في المناطق الحدودية.
ويأتي هذا الإعلان عقب جولة ميدانية موسعة نفّذها نائب قائد القيادة العامة، الفريق أول ركن صدام حفتر، شملت المنافذ البرية والتمركزات الأمنية الممتدة على الحدود مع الجزائر والنيجر وتشاد والسودان ومصر.
وأكدت شعبة الإعلام الحربي، مساء الخميس، أنّ تشكيل القوة المشتركة يهدف إلى دعم التعاون الأمني بين ليبيا وتشاد، وتعزيز جهود مكافحة العصابات المارقة وقطاع الطرق وشبكات التهريب.
وأوضحت الشعبة أن الخطوة جاءت بتوجيه من صدام حفتر، مع تكليف رئاسة أركان القوات البرية – إدارة حرس الحدود – والدوريات الصحراوية التابعة لكتيبة سبل السلام بتنفيذ المهام الميدانية ضمن هذه القوة.
ويأتي الإعلان تزامناً مع تغييرات واسعة في الهيكل القيادي للقوات التابعة للقيادة العامة، بعد تعيين اللواء أحمد سالم الدرسي رئيساً لأركان القوات البرية خلفاً لصدام حفتر.
ويُعدّ الدرسي من أبرز القيادات العسكرية، إذ سبق أن قاد عمليات السيطرة في أجدابيا ومنطقة الهلال النفطي في العام 2016، إضافة إلى قيادته غرفة العمليات في سرت.
ويأتي هذا التطور الأمني بينما تشهد الساحة الإقليمية تحركات متسارعة، أبرزها محاولات الحركات التشادية المتمردة توحيد صفوفها، إلى جانب تزايد المخاوف من استمرار وجود عناصرها داخل ليبيا.
كما يتزامن ذلك مع تصعيد متواصل بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، ما يزيد الضغط على المناطق الحدودية ويعزز الحاجة إلى ترتيبات أمنية مشتركة.
وفي سياق متصل، عقد عدد من قادة الحركات التشادية المتمردة اجتماعاً في فرنسا، في ظل تحالف نادر بين اثنتين من أبرز هذه الحركات، مقابل تعثر المفاوضات مع جماعة “مجلس القيادة العسكرية لإنقاذ الجمهورية”، المرتبطة بتحالف مع أحد أطراف الصراع في ليبيا.
ويأتي تشكيل القوة المشتركة كخطوة لتقوية إدارة الحدود وتعزيز التنسيق الأمني، في محاولة لاحتواء التهديدات العابرة للحدود وضمان استقرار المناطق الجنوبية لليبيا والحد من الأنشطة غير المشروعة التي تستغل اتساع رقعة الصحراء وصعوبة التضاريس.
توقيف مسؤولين ليبيين بالمصرف التجاري لتورطهم في الاختلاس
