ممثلو مجتمعي النغامباي والفولبي وقّعوا اتفاق سلام بمدينة مانداكاو الواقعة غربي تشاد، في خطوة اعتُبرت محطة مهمة لإنهاء التوتر والصدامات العنيفة التي شهدتها المنطقة خلال مايو الماضي.
وجرى تقديم الاتفاق رسمياً إلى رئيس الحكومة التشادية خلال احتفال رسمي أُقيم في الثامن من يوليو الجاري، بحضور واسع للسلطات المحلية والقيادات الدينية والتقليدية التي عبّرت عن ترحيبها بالمبادرة، واعتبرتها انتصاراً لقيم الحوار على منطق العنف.
ويهدف الاتفاق، الموثق في بروتوكول رسمي، إلى وضع حدّ للأعمال العدائية وإعادة ترميم النسيج الاجتماعي الذي تضرّر بفعل المواجهات الأخيرة، والتي أسفرت عن سقوط عشرات القتلى وجرح أعداد كبيرة من المدنيين، فضلاً عن خسائر مادية جسيمة طاولت الممتلكات العامة والخاصة.
وتعود جذور التوتر بين المجتمعيْن إلى خلافات قديمة مرتبطة بالوصول إلى الموارد والمراعي، وحماية الممتلكات الزراعية والرعوية، وهي عوامل ساهمت في تغذية موجات العنف التي اجتاحت منطقة لوغون الغربية وأعادت تهديد استقرارها الهش.
وتضمّن الاتفاق مجموعة من التدابير العملية الهادفة إلى تعزيز السلم الأهلي وترسيخ أجواء الثقة بين الطرفين، منها تشكيل لجان مشتركة تعنى بالحوار الدائم والتواصل بين مكونات المجتمع، واعتماد آليات واضحة لمعالجة النزاعات المحلية وفضّها بالطرق السلمية، إضافة إلى تعهّد جميع الأطراف بعدم اللجوء إلى أعمال عدائية مستقبلاً تحت أي ظرف.
وفي كلمته خلال مراسم التوقيع، شدّد رئيس الوزراء التشادي على أهمية تحويل هذا الاتفاق إلى خطوات ملموسة على الأرض، مؤكداً أن “المصالحة يجب أن تتجذر في القلوب بقدر ما تتجسد في الأفعال”، داعياً وجهاء القبائل والشباب إلى تحمل مسؤولياتهم في حماية السلم الاجتماعي.
ويُعد اتفاق مانداكاو امتداداً للجهود التي تقودها الحكومة التشادية لدعم المصالحة الوطنية، في ظل تحديات مستمرة تتعلق بحماية وحدة البلاد وتماسك نسيجها الاجتماعي في مواجهة النزاعات القبلية والمنافسة على الموارد.
اندلاع حريق في مستودع ذخيرة للجيش التشادي يتسبب بانفجارات ضخمة
