أعلنت السلطات الأمنية في تشاد عن تفكيك شبكتين قالت إنهما تعملان بتنسيق مع الحرس الثوري الإيراني، في قضية ما زالت قيد التحقيق وتتعلق بنشاط منظم يشتبه بأنه يستهدف مصالح دولية داخل إفريقيا.
وذكرت مجلة “إنفوبائه” الأرجنتينية، نقلا عن مصادر أمنية في تشاد، أن التحقيقات الأولية أظهرت وجود مجموعات تعمل داخل الأراضي التشادية في مجال جمع المعلومات، وتجنيد عناصر، وتنسيق أنشطة يزعم أنها مرتبطة بجهات تابعة للحرس الثوري الإيراني ووزارة الاستخبارات في طهران، ولم يصدر تعليق رسمي من الجانب الإيراني حول هذه الاتهامات.
وبحسب المجلة، تعتمد هذه المجموعات على أدوات مختلفة تشمل نشاطا دينيا واجتماعيا وعلاقات محلية، بهدف تنفيذ مهام متعددة داخل الإقليم، من بينها متابعة تحركات جماعات مسلحة، ورصد مصالح دولية، وجمع معلومات عن مناطق حساسة.
وأفادت التحقيقات أن أحد الموقوفين، ويدعى علي عبداللهي محمدات، قال إنه جند عبر وزارة الاستخبارات الإيرانية بعد فترة دراسية في جامعة المصطفى بمدينة قم، وهي مؤسسة تعليمية تنتشر فروعها في عدة دول.
وأضاف محمدات في اعترافاته أنه تلقى تعليمات داخل إيران خلال عامي 2022 و2023، شملت جمع معلومات حول مصالح غربية في تشاد، وتجنيد عناصر محلية، ومتابعة نشاط جماعات مسلحة.
وأشار محمدات إلى وجود شخصية تدعى “كريم” باعتبارها جهة التواصل الرئيسية مع الأجهزة الإيرانية، وأن الاجتماعات كانت تتم بصورة سرية داخل إيران، مع إجراءات أمنية مثل مصادرة الهواتف، ولم تتضح بعد طبيعة المعلومات التي جُمعت أو كيفية استخدامها، فيما ما تزال التحقيقات متواصلة.
وفي ملف آخر يخص عبد الله أحمد شيخ الأمين، تشير التحقيقات إلى ارتباطه بما يُعرف بـ”الوحدة 400″ التابعة لفيلق القدس، وهي وحدة تنسب إليها مهام خارجية في دول مختلفة.
وقال شيخ الأمين في اعترافاته إنه تلقى تدريبات في العراق على استخدام أسلحة خفيفة ومتوسطة، وإن بعض هذه التدريبات تمت في مواقع مرتبطة بميليشيات شيعية تحت غطاء رحلات دينية.
كما تضمنت التحقيقات إشارات إلى شخصيات أخرى، بينها حامد عبداللهي و”أبو علي” و”آيدين صلاحلو”، دون تفاصيل رسمية إضافية عن طبيعة أدوارهم.
وأفادت مصادر بأن موسى بترانه أباكر المسكين لعب دورا في ضم عناصر محلية لصالح الشبكة، وفق ما ورد في إفادات المتهمين.
وتشير التقارير إلى أن نشاط إيران في إفريقيا موضوع نقاش منذ سنوات، حيث ارتبط بحوادث سابقة، من بينها اتهامات عام 2019 وجهت إلى أحد الأشخاص في النيجر بجمع معلومات عن أهداف ومسؤولين، دون أن تتضح نتائج المتابعة القضائية في تلك القضية.
وتبرز جامعة المصطفى في هذا السياق باعتبارها مؤسسة تعليمية عابرة للحدود، لها فروع في أكثر من 50 دولة، وسبق أن واجهت تصنيفات أو انتقادات من جهات دولية، بينما تؤكد طهران أن نشاط الجامعة ديني وثقافي ولا يرتبط بالأعمال الأمنية.
تشاد ترفض السماح بإجراء امتحانات الشهادة السودانية لنحو 13 ألف طالب
