السلطات التشادية أغلقت معبر إدري الحدودي مع السودان الخميس، بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، ما يعكس تدهور الوضع الأمني في إقليم دارفور.
ويُعد معبر إدري أحد الشرايين الحيوية لتدفق المواد الغذائية والسلع التجارية والمساعدات الإنسانية من تشاد إلى غرب السودان، حيث تعتمد عليه المجتمعات المحلية والنازحون في مناطق دارفور المحاصرة بالصراع.
وأكدت مصادر محلية من مدينة إدري أن السلطات التشادية منعت عبور العربات التي تجرها الخيول والمعروفة محلياً بـ”لكارو”، والتي تُستخدم عادة لنقل الوقود والمواد الغذائية إلى مدينة أديكونق داخل الأراضي السودانية.
وأوضحت المصادر أن القرار جاء بعد قيام عناصر تابعة لقوات الدعم السريع بفرض رسوم جديدة على العربات المحملة بالوقود من إدري نحو الحدود، ما اعتبرته السلطات التشادية خرقاً للترتيبات الحدودية السابقة.
وأضافت المصادر أن تشاد كانت تسمح سابقاً بمرور هذه العربات الصغيرة فقط، بينما تمنع دخول الشاحنات التجارية الكبيرة ضمن إجراءات رقابية مشددة على حركة البضائع بين البلدين منذ اندلاع الحرب في السودان.
وتباينت الروايات حول الدوافع الحقيقية لإغلاق المعبر، إذ رأت مصادر أن الخطوة جاءت لدواعٍ أمنية إثر تصاعد التوتر على الجانب السوداني، فيما أشارت أخرى إلى أن القرار مرتبط بـ فرض قوات الدعم السريع إتاوات مالية على حركة البضائع العابرة.
وفي محاولة لاحتواء الأزمة، عقدت لجنة مجتمعية مشتركة من ممثلين سودانيين وتشاديين اجتماعاً طارئاً في مدينة إدري لبحث سبل استئناف حركة العبور، حيث أبلغت السلطات التشادية اللجنة بأنها أوقفت مؤقتاً إدخال المواد والوقود إلى السودان بعد تقارير عن انتهاكات من قبل مسلحين تابعين للدعم السريع.
ويُعتبر معبر إدري من أبرز الممرات الإنسانية والتجارية بين تشاد وغرب السودان، إذ تمر عبره المساعدات الدولية والسلع الأساسية التي يعتمد عليها مئات الآلاف من النازحين، في ظل صعوبة إيصال الإمدادات عبر الممرات الداخلية بسبب المعارك المستمرة وانهيار البنية التحتية.
ويحذر مراقبون من أن استمرار إغلاق المعبر قد يفاقم الأزمة الإنسانية في شمال دارفور، ويزيد من عزلة المناطق الحدودية، في وقت تتوسع فيه رقعة الصراع داخل الإقليم بعد سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر.
ويضع هذا التطور العلاقات بين تشاد والسودان أمام اختبار دقيق، بينما تحاول نجامينا الموازنة بين الحفاظ على أمن حدودها وتجنب الانخراط المباشر في الصراع الدائر داخل السودان.
فيضانات تجبر السلطات السودانية على إجلاء المئات
