الحكومة التشادية أعادت إلى السودان 125 سيارة نُهبت خلال المعارك المسلحة، وتم تهريبها إلى داخل الأراضي التشادية بواسطة عناصر من قوات الدعم السريع، وفق ما أعلنت السلطات الأمنية في العاصمة إنجمينا.
وتعد هذه الدفعة الثانية من نوعها خلال أشهر، بعد أن سلمت تشاد في أبريل الماضي مجموعة من السيارات المنهوبة إلى السودان، وذلك بالتعاون مع منظمة الشرطة الجنائية الدولية “الإنتربول”، بناءً على بلاغات رسمية وردت من الشرطة السودانية.
وتضمنت المركبات المُعادة عدداً كبيراً من السيارات رباعية الدفع الحديثة ومرتفعة القيمة، والتي تشكل العمود الفقري في عمليات النهب التي طالت المؤسسات والمرافق العامة والخاصة خلال النزاع المستمر في السودان منذ أبريل 2023.
وفي كلمة ألقاها خلال مراسم التسليم بحضور البعثة الدبلوماسية السودانية لدى إنجمينا، شدد مدير الأمن العام والهجرة في تشاد، علي أحمد أغبش، على التزام بلاده الكامل بتنفيذ واجباتها الإقليمية والدولية، مؤكداً أن عملية الاسترداد الأخيرة دليل ملموس على ذلك.
وقال أغبش: “تشاد بلد يحترم التزاماته، ويعمل وفق مبدأ حسن الجوار، لا نملك نقاطاً سوداء مع أي من دول الجوار، ونؤكد للسلطات السودانية أننا لن نكون طرفاً في أي خرق أو تجاوز للقانون الدولي أو الاتفاقات الإقليمية”.
وأضاف المسؤول الأمني أن بلاده باشرت مهامها في ملاحقة المركبات فور تلقيها البلاغات من الشرطة السودانية عبر الإنتربول، وأن عمليات التتبع والمصادرة نُفذت بمهنية، ما يعكس رغبة السلطات التشادية الصادقة في معالجة الملف، والتعاون مع السودان بما يضمن الاستقرار الإقليمي.
ودعا أغبش الحكومة السودانية إلى عدم التشكيك في نوايا تشاد، مؤكداً أن بلاده لا توفر غطاءً لأي نشاطات خارجة عن القانون، وقال في لهجة مباشرة: “نقول للسلطات السودانية: لا تظنوا ولا تشككوا، تشاد بلد يحترم الحقوق والالتزامات، ولن يكون ملاذاً للمنهوبات”.
وتأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه العلاقات بين الخرطوم وإنجمينا توتراً متصاعداً، على خلفية اتهامات وجهها قادة الجيش السوداني إلى الحكومة التشادية، بضلوعها في دعم لوجستي لقوات الدعم السريع، من خلال السماح بإنشاء مراكز خلفية داخل أراضيها.
وبينما تنفي تشاد رسمياً هذه المزاعم، تسعى في المقابل إلى التأكيد على وقوفها على مسافة واحدة من أطراف النزاع في السودان، ملوّحة بأن مواقفها تستند إلى مواثيق الاتحاد الإفريقي والتزاماتها بموجب القوانين الدولية، لا سيما ما يتعلق بمنع استخدام أراضيها في زعزعة استقرار الدول المجاورة.
ليبيا تتصدر إفريقيا في احتياطيات النفط رغم التحديات السياسية
