تستعد تشاد لإقرار قانون جديد للرقمنة يهدف إلى تحديث الإطار القانوني لحماية البيانات وتعزيز الأمن السيبراني، وتعمل الحكومة على تنفيذ خطة «تشاد اتصال 2030» لتوسيع التغطية الرقمية ورقمنة الخدمات رغم تحديات ضعف البنية التقنية.
تشهد القارة الإفريقية تسارعاً في وتيرة التحول الرقمي بوصفه رافعة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ما يفرض على الدول تحديث تشريعاتها لمواكبة تحديات الاقتصاد الرقمي وحوكمة البيانات والأمن السيبراني.
وفي هذا الإطار، أعلنت السلطات التشادية قرب الانتهاء من إعداد قانون جديد للرقمنة، يمثل إطاراً تشريعياً عصرياً ينسجم مع المعايير الدولية.
وكشف وزير الاتصالات والاقتصاد الرقمي ورقمنة الإدارة، بوكار ميشال، خلال الدورة الثالثة للمدرسة التشادية لحوكمة الإنترنت المنعقدة في 9 ديسمبر، أن مشروع القانون بلغ مراحله الأخيرة، مؤكداً أن التحكم في البيانات هو “أساس السيادة الرقمية”، وأن الدول التي لا تملك ذلك “لا تتحكم في مصيرها”.
ويأتي القانون الجديد ليعزز السياسة الحكومية التي جعلت التحول الرقمي أحد ركائز التنمية الوطنية.
وفي هذا السياق، صادق البرلمان في 22 أكتوبر الماضي على تعديل قانون 2014 الخاص بتنظيم الاتصالات الإلكترونية والأنشطة البريدية، بهدف تطوير الإطار القانوني، وتحسين جودة الشبكات، ودعم المنافسة، وترسيخ مفهوم السيادة الرقمية.
كما تعمل الحكومة على تنفيذ خطة وطنية طموحة بعنوان «تشاد اتصال 2030»، تتضمن استثمارات تقدَّر بـ1.5 مليار دولار لربط معظم السكان بالبنية الرقمية، ورقمنة الخدمات العمومية لضمان وصول المواطنين إلى منظومة حكومية إلكترونية شاملة.
وتكثف تشاد تعاونها الدولي مع دول عدة، من بينها الإمارات واليونان والكاميرون وكينيا والهند وكندا والولايات المتحدة، بهدف الاستفادة من الخبرات العالمية واستقطاب الاستثمارات ورفع العزلة الرقمية عن مختلف مناطق البلاد.
ورغم هذا الحراك، تشير المؤشرات الدولية إلى تحديات كبيرة تواجه الدولة، إذ تحتل تشاد المرتبة 189 من أصل 193 دولة في مؤشر الأمم المتحدة لتنمية الحكومة الإلكترونية، كما جاءت ضمن الفئة ما قبل الأخيرة في مؤشر الأمن السيبراني لعام 2024 الصادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات.
وتبرز هذه الأرقام الحاجة إلى تعزيز القدرات التقنية والمؤسساتية وبناء كفاءات وطنية قادرة على مواكبة أهداف التحول الرقمي.
اعتقال مختطف طائرة إغاثية في جنوب السودان بعد ساعات من التحليق
