05 ديسمبر 2025

يشهد اتفاق الدوحة للسلام في تشاد انتكاسة جديدة بعد أكثر من ثلاث سنوات على توقيعه، عقب إعلان حركة الخلاص الوطني انسحابها من لجنة نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج، وهي أهم آلية تنفيذية ضمن الاتفاق الذي وقعته الحكومة الانتقالية مع عشرات الحركات المسلحة في صيف 2022.

وأفادت مصادر تشادية بأن قرار الحركة جاء نتيجة ما وصفته بـ”غياب الشفافية” و”ضعف الجدية” في تطبيق التزامات اتفاق الدوحة، مؤكدة أن عملية التسريح وإعادة الإدماج تعاني خللا مستمرا في إدارتها.

وقال رئيس الحركة، عمر المهدي، إن الخلاص الوطني بذلت محاولات متعددة للتعاون مع اللجنة وتقديم ملاحظاتها، لكن دون تحقيق أي نتائج ملموسة أو معالجة للتجاوزات، ما دفعها إلى اتخاذ قرار الانسحاب.

وأكد أن الحركة ما زالت ملتزمة بخيار “السلام العادل والشامل”، داعيا السلطات والجهات الدولية إلى ضمان تنفيذ الاتفاقات بما يحفظ الحقوق ويصون الكرامة.

ويضع هذا التطور لجنة نزع السلاح أمام تساؤلات حول قدرتها على استيعاب الأطراف الموقعة، ويعد مؤشرا جديدا على التعثر الذي يواجه مسار السلام، رغم ما حمله اتفاق الدوحة من آمال لإنهاء عقود من المواجهات المسلحة.

وكانت العاصمة القطرية استضافت عام 2022 مفاوضات مكثفة شاركت فيها الحكومة الانتقالية وأكثر من 40 حركة معارضة، وأسفرت عن توقيع الاتفاق الذي اعتُبر حينها خطوة تاريخية نحو الاستقرار في البلاد.

إلا أن الاحتقان بين السلطات وبعض الحركات التي لم تنضم إلى الحكومة استمر، ما دفع الرئيس محمد إدريس ديبي إيتنو إلى إطلاق حملة لنزع السلاح بشكل كامل من المدنيين، في محاولة للحد من انتشار السلاح الذي يغذي الاشتباكات، خصوصا في مناطق الذهب القريبة من الحدود الليبية.

وتعد منطقة تيبستي إحدى أكثر المناطق حساسية في تشاد، باعتبارها مهد حركات التمرد منذ الاستقلال ومركزا لصراعات مرتبطة بالتعدين العشوائي وتهريب الذهب، ما يجعل أي توقف في مسار السلام عاملا يزيد من هشاشة الوضع الأمني في الإقليم.

الذهب السوداني.. مورد حرب ومسار تهريب إلى الإمارات

اقرأ المزيد