05 ديسمبر 2025

موجة قلق في محافظة قابس بتونس بسبب تكرار حوادث تسرب الغازات السامة من مصانع المجمع الكيميائي، مما أدى إلى حالات اختناق جماعية، ومؤخراً، تعرض أكثر من 40 تلميذاً للاختناق بعد تسرب غاز، وسط مطالبات بإغلاق هذه الوحدات الملوثة.

تشهد محافظة قابس جنوب شرقي تونس أزمة بيئية وصحية غير مسبوقة، بعد أن تسببت تسربات غازية سامة من المجمع الكيميائي في إصابة أكثر من 40 تلميذاً بحالات اختناق جماعي، مما أدى إلى نقلهم بشكل عاجل إلى المستشفيات.

لم تكن حادثة السبت الماضي في منطقة “شط السلام” سوى حلقة جديدة في سلسلة متصاعدة من الكوارث البيئية التي يعاني منها سكان المنطقة، حيث لا تزال أكثر من 10 حالات ترقد تحت المراقبة الطبية بسبب خطورة الأعراض، في مؤشر على تطور طبيعة المخاطر من مجرد حالات اختناق بسيطة إلى تهديد حقيقي للحياة.

وقبل أيام فقط من هذه الحادثة، سجلت بلدة غنوش 10 حالات اختناق، وتلتها 25 حالة أخرى، في سلسلة متلاحقة من التسربات الغازية التي حولت حياة السكان إلى جحيم يومي، وتكشف هذه الأحداث المتكررة عن فشل ذريع في معالجة جذور الأزمة التي تعود إلى سنوات.

وتحذر منظمة “أوقفوا التلوث” من أن الوحدات الصناعية التي تجاوز عمرها 50 عاماً أصبحت قنابل موقوتة بسبب غياب الصيانة وانهيار معايير السلامة.

ويشكل المجمع الكيميائي، الذي يوفر 57% من الإنتاج الوطني لحمض الفسفور، مصدر تلوث رئيسياً تسبب في أضرار جسيمة للحياة البرية والبحرية، وارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان والأمراض التنفسية.

ويطالب المجتمع المدني منذ سنوات بتنفيذ القرار الحكومي الصادر عام 2017 بتفكيك الوحدات الملوثة، لكن دون جدوى.

ويؤكد الخبراء أن الحل الأمثل يكمن في وضع خطة وطنية عاجلة لإنهاء نشاط هذه الوحدات تدريجياً، والانتقال إلى نموذج اقتصادي بديل يحافظ على فرص العمل ويحقق التنمية المستدامة.

تبقى قابس مثالاً صارخاً على الصراع بين متطلبات التنمية الاقتصادية وحقوق السكان في بيئة آمنة، في مشهد يختزل تراجعات البيئة والصحة العامة في تونس.

الرئيس التونسي يدعو للانتخابات الرئاسية في أكتوبر

اقرأ المزيد