05 ديسمبر 2025

عاد التضخم في المدن المصرية إلى الارتفاع خلال أكتوبر الماضي، مسجلا أول تسارع منذ أربعة أشهر، نتيجة زيادة أسعار الوقود التي أقرتها الحكومة مطلع الشهر، ما يعكس استمرار الضغوط على الأسعار رغم سياسات التهدئة النقدية.

ووفقا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، ارتفع معدل التضخم السنوي في المناطق الحضرية إلى 12.5% في أكتوبر الماضي مقارنة بـ 11.7% في سبتمبر الفائت، بينما استقر التضخم الشهري عند 1.8%.

يأتي هذا الارتفاع بعد فترة استقرار نسبي أعقبت ذروة التضخم في سبتمبر 2023، حين بلغ 38%، قبل أن تبدأ الأسعار في التراجع التدريجي عقب توقيع حزمة الإنقاذ المالي مع صندوق النقد الدولي بقيمة57  مليار دولار في مارس 2024، ما ساهم في خفض حدة الضغوط السعرية واستعادة بعض التوازن في السوق المحلية.

ورفعت الحكومة أسعار البنزين والسولار بنسبة تصل إلى 13% في أكتوبر، في ثاني زيادة منذ بداية العام، لتصل الأسعار الجديدة إلى 21 جنيها للتر لبنزين 95، و19.25  جنيها لبنزين 92، و17.75  جنيها لبنزين 80، فيما ارتفع السولار إلى 17.5 جنيها للتر وغاز السيارات إلى 10 جنيهات للمتر المكعب.

وأوضحت الحكومة أن الأسعار ستثبت لمدة عام على الأقل في إطار خطة إصلاح دعم الطاقة، بينما أشار رئيس الوزراء مصطفى مدبولي إلى أن هذه الزيادة “قد تكون الأخيرة الجوهرية” قبل تطبيق آلية التسعير التلقائي المرتبطة بأسعار النفط العالمية وسعر صرف الدولار.

رغم الزيادة الأخيرة في الأسعار، يواصل البنك المركزي المصري نهجه التيسيري، إذ خفّض أسعار الفائدة أربع مرات منذ مطلع العام بمعدل تراكمي يتجاوز 6% في محاولة لتحفيز النشاط الاقتصادي مع الإبقاء على التضخم تحت السيطرة.

وبحسب تقديرات المؤسسات المالية، يبلغ سعر الفائدة الحقيقي، أي الفارق بين الفائدة الاسمية ومعدل التضخم، نحو 8.5% وهو ما يمنح هامشا مريحا لاستمرار السياسة النقدية الحالية دون ضغوط فورية لرفع الفائدة من جديد.

ويتوقع البنك المركزي أن يتراجع متوسط معدل التضخم إلى نحو 14% في 2026 مقابل تقديرات سابقة عند 15%، مشيرا إلى أن الانخفاض الواسع في معدلات الأسعار خلال النصف الثاني من العام الجاري يعكس تحسّن التوقعات الاقتصادية وتراجع أثر الصدمات السابقة.

كما يستهدف البنك الوصول بالتضخم إلى نطاق 5-9% بحلول الربع الرابع من 2027، ثم إلى 3-7% بحلول نهاية 2029، في إطار خطة طويلة الأمد لاستعادة الاستقرار السعري وتعزيز الثقة في الجنيه المصري.

وتأتي هذه التطورات بينما تستعد القاهرة لاستلام 3.5 مليار دولار من الاستثمارات القطرية قبل نهاية العام الجاري، ضمن مساع لتعزيز الاحتياطيات الأجنبية وتحفيز النمو.

ورغم تحسن المؤشرات الكلية تدريجيا، لا يزال التضخم يشكل تحديا رئيسيا للأسر المصرية التي تواجه ارتفاعا في تكاليف المعيشة. ويرى خبراء أن السيطرة على الأسعار تتطلب استقرارا في أسعار الطاقة وسعر الصرف، إلى جانب استمرار تنفيذ الإصلاحات الهيكلية التي التزمت بها الحكومة أمام صندوق النقد الدولي.

محكمة جنايات مصر تحكم بالإعدام على “سفاح التجمع”

اقرأ المزيد