05 ديسمبر 2025

كشفت السلطات التركية عن واحدة من أخطر شبكات غسل الأموال العابرة للحدود، في عملية أمنية واسعة بإسطنبول أسفرت عن إسقاط منظومة مالية غير شرعية تورّطت في تحويلات بمليارات الليرات، وامتدت أنشطتها إلى ليبيا وعدد من الدول في شمال إفريقيا وروسيا ووسط آسيا.

وقالت الشرطة التركية إن العملية نفذت في منطقة لاليلي التجارية، المعروفة بكثافة تعاملاتها المالية، وكشفت وجود شبكة مصرفية موازية تدير تحويلات تقدر بما يفوق 50 مليار ليرة تركية.

وأظهرت التحقيقات أن شركة “لاليلي ألتين تيجارِت” كانت في قلب هذه المنظومة، بعد أن تبين تنفيذها عمليات مالية تتجاوز 155 مليون دولار، بالإضافة إلى تعاملات بلغت 107 ملايين دولار عبر أجهزة نقاط بيع نُقلت إلى ليبيا وشُغلت هناك مع تسجيل عملياتها داخل تركيا لإخفاء مسار الأموال.

وخلال المداهمات، ضبطت الشرطة 472 جواز سفر مزورا داخل مكاتب الشركة، ما يؤكد الطبيعة الدولية المنظمة لهذه الشبكة.

كما كشفت التحقيقات عن تقديم عمولات للمستخدمين تصل إلى 2% عن كل عملية، في إطار منظومة تهدف إلى خلق واجهة قانونية وهمية لتحركات مالية غير شرعية تمتد إلى خارج تركيا.

وتشير المعلومات الأولية إلى وجود روابط قوية بين هذه الأنشطة وأطراف مالية ونفوذية داخل ليبيا، خصوصًا بعد الاشتباه بضلوع مسؤول في أحد البنوك الخاصة بإسطنبول في تسهيل جزء من التحويلات المشبوهة.

ويدعم هذا الترابط المخاوف المتزايدة بشأن اتساع شبكات غسل الأموال المرتبطة ببيئة الانقسام السياسي والصراع بين المراكز المتنافسة على السلطة داخل ليبيا.

ولا تأتي هذه القضية بمعزل عن الواقع الليبي، إذ باتت البلاد تُصنّف ضمن أكثر عشر دول خطورة في الجرائم الاقتصادية وغسل الأموال، وفق تقرير دولي أصدرته شركة “سيكريتاريا” المتخصصة في إدارة المخاطر لعام 2025.

ويشير التقرير إلى أن الانقسام الحكومي، وتعدد مراكز النفوذ، وسيطرة الميليشيات على موارد الدولة، أسهمت جميعها في تهشيم القدرة الرقابية لمؤسسات الدولة.

وقال خبراء اقتصاديون إن ليبيا تمتلك منظومة قانونية لمكافحة غسل الأموال، إلا أن غياب سلطة مركزية موحدة وتفكك المؤسسات الرقابية يمنع تطبيقها.

كما حذر مصرف ليبيا المركزي من أن استمرار هذه الأنشطة قد يعرض المؤسسات المالية الليبية لعقوبات دولية أو تجميد للأرصدة في الخارج.

وتشير تقارير محلية ودولية إلى أن مجموعات مسلحة تفرض سيطرة مباشرة على قطاعات اقتصادية حساسة مثل النفط والوقود والمعابر الحدودية. ويقوم بعضها، بحسب تلك التقارير، بإدارة شبكات تهريب واتجار بالبشر وتجارة السلاح، مستخدمة عائداتها في عمليات غسل أموال داخل ليبيا وخارجها.

 

دعوات لحظر “تيك توك” في ليبيا بسبب المحتوى غير الأخلاقي

اقرأ المزيد