05 ديسمبر 2025

أعلنت أنقرة أنها ستبدأ قريبا أول إنتاج تركي من الذهب في النيجر، في خطوة تعكس التوسع المتزايد لأنشطة تركيا التعدينية في القارة الإفريقية، وذلك عبر شركتي MTA International Mining (MTAIC) وETI Maden المملوكتين للدولة.

وجاء الإعلان عبر وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، ألب أرسلان بايراكتار، خلال كلمته في ندوة “الطاقة والتعدين” ضمن فعاليات منتدى الأعمال والاقتصاد التركي الإفريقي المنعقد في إسطنبول، والذي تنظمه وزارة التجارة التركية بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي ومجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية (DEİK).

وقال بايراكتار إن شركتي التعدين التركيتين أنجزتا مراحل متقدمة من العمل الميداني في النيجر، مضيفا: “سنبدأ قريبا جدا أول إنتاج تركي من الذهب هناك، في مشروع يعد نموذجا للتعاون القائم على المنفعة المتبادلة ونقل التكنولوجيا وخلق فرص العمل في المجتمعات المحلية.”

وأشار الوزير إلى أن التجربة التركية في قطاع الطاقة والمعادن يمكن أن تقدم نموذجا لإفريقيا في كيفية تحويل الموارد الطبيعية إلى تنمية مستدامة وفرص اقتصادية حقيقية، مؤكدا أن تركيا “تسعى لتقاسم خبراتها الناجحة وإدارة مشاريعها بشفافية وشراكة طويلة الأمد مع الدول الإفريقية”.

وأكد بايراكتار أن تركيا وقعت اتفاقيات تعاون في مجالي الطاقة والتعدين مع نحو 20 دولة إفريقية، بينها اتفاقات جديدة مرتقبة مع غامبيا، موضحا أن العديد من هذه الاتفاقيات تحولت بالفعل إلى مشروعات إنتاج ملموسة.

وأضاف أن هذه الشراكات “تعكس رؤية تقوم على الثقة المتبادلة والتقدم المشترك، في إطار سياسة الشراكة الإفريقية التي تنتهجها أنقرة منذ عقدين”.

وسلط الوزير الضوء على التحول الكبير الذي شهده قطاع الطاقة في تركيا خلال العقدين الماضيين، قائلاً إن بلاده جذبت استثمارات تفوق 100 مليار دولار في توليد الكهرباء وحده، ونجحت في بناء نموذج للتحول الطاقي يمكن لإفريقيا الاستفادة منه.

وأشار الوزير إلى أن تركيا تمتلك خبرة واسعة في مجالات الطاقة الشمسية والرياح والمشروعات المائية، وهي مستعدة للمساهمة في تخطيط الشبكات الإقليمية واستقرارها وربطها، إضافة إلى الاستثمار في تقنيات تخزين الطاقة والمفاعلات المعيارية الصغيرة التي يرى أنها “ستكون محورية في مستقبل الطاقة الأفريقية”.

كما شدد على أهمية معالجة الخلل القائم في سلاسل إمداد المعادن الحيوية، إذ تمتلك أفريقيا نحو 30% من احتياطيات العالم من هذه المعادن لكنها لا تساهم بأكثر من 1% من الإنتاج العالمي، داعياً إلى “التركيز على القيمة المضافة محليا من خلال الاستكشاف والمعالجة والتصنيع المشترك”.

ويأتي مشروع الذهب في النيجر ضمن هذه الرؤية، إذ تراهن أنقرة على الثروات المعدنية الأفريقية كمحرك رئيس للتنمية المشتركة، إلى جانب التعاون في مجالات الطاقة المتجددة، والبنية التحتية، والهيدروجين الأخضر.

ليبيا.. اشتباكات فصائلية عنيفة تهز طرابلس

اقرأ المزيد