05 ديسمبر 2025

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن عن بدء بلاده استخدام منصة حفر تركية في عمليات استكشاف الغاز الطبيعي قبالة السواحل الليبية، في خطوة جديدة لتعزيز قدراتها في مجال التنقيب البحري.

وتأتي هذه الخطوة في ظل استمرار الخلافات الإقليمية بين أنقرة واليونان والاتحاد الأوروبي، وتعكس جهود تركيا لتوسيع نفوذها في شرق البحر المتوسط.

وكشف أردوغان أن تركيا استحوذت مؤخراً على منصتين جديدتين للحفر في أعماق البحار، ستُخصص إحداهما لأعمال التنقيب قبالة السواحل الليبية، فيما ستُستخدم الأخرى في منطقة “طاسوكو” التابعة لولاية مرسين جنوبي البلاد، وأكد أن هذه الخطوة تأتي ضمن خطة استراتيجية لزيادة إنتاج الطاقة وتقليل الاعتماد على الواردات.

ويأتي هذا الإعلان بعد توقيع مذكرة تفاهم بحرية بين أنقرة وطرابلس تنص على التعاون في أربع مناطق بحرية، ما أثار موجة من التوترات في شرق المتوسط، خصوصاً مع اليونان التي تعتبر أن أي اتفاق تركي-ليبي لترسيم الحدود البحرية “انتهاكاً لحقوقها السيادية”، مستندة إلى اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار.

ويتركز النزاع التركي اليوناني حول ترسيم المناطق الاقتصادية الخالصة والجرف القاري، خاصة في ظل الاكتشافات الكبيرة للغاز في السنوات الأخيرة، وتتمسك اليونان بحقوق بحرية كاملة لجزرها المنتشرة قرب السواحل التركية، في حين ترى أنقرة أن تلك الجزر لا تمنح اليونان صلاحيات بحرية موسعة، معتمدة على رفضها توقيع اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، مما يتيح لها تفسير القانون حسب رؤيتها.

وكانت الاتفاقية البحرية التي أبرمت عام 2019 بين أنقرة وحكومة الوفاق الوطني الليبية قد أثارت انتقادات واسعة إقليمية ودولية، حيث حذر الاتحاد الأوروبي من “التحركات الأحادية” التركية في المنطقة، داعياً إلى احترام القانون الدولي ومبادئ حسن الجوار.

وأثار الإعلان التركي الأخير عن بدء استخدام منصة حفر في المياه الليبية قلقاً متزايداً في الأوساط الأوروبية واليونانية، حيث اعتبرت صحيفة “إيفيمريدا” اليونانية الخطوة محاولة لفرض أمر واقع جديد وتوسيع النفوذ التركي على حساب دول الجوار.

وتأتي هذه الخطوة في إطار استراتيجية تركية أوسع لتعزيز حضورها الجيوسياسي والاقتصادي في شرق المتوسط، حيث تسعى أنقرة لتأمين دور مركزي في سوق الطاقة الإقليمي، في ظل التنافس الحاد على موارد الغاز وخطوط تصديره إلى أوروبا.

ويرى محللون أن توظيف تركيا لليبيا كشريك بحري في التنقيب يمثل تحدياً مباشراً للمبادرات الأوروبية الرامية إلى احتواء النفوذ التركي، ويعكس استمرار السياسة التركية في تجاوز الضغوط الغربية والسعي لإعادة تشكيل توازن القوى في المنطقة الغنية بالموارد الطبيعية.

شركة إيني الإيطالية تشهد تراجعا في إنتاج النفط بمصر ونموا في ليبيا خلال 2024

اقرأ المزيد