كرة القدم الليبية في السنوات الأخيرة تشهد تراجعاً كبيراً على مستوى الأندية والمنتخبات، حيث استمرت النتائج المخيبة على الصعيدين المحلي والدولي، مع غياب تام عن المنافسات القارية.
وكان آخر الإخفاقات هو فشل منتخب ليبيا الأول في التأهل لبطولة كأس أمم إفريقيا 2025، ليُضاف هذا إلى سلسلة من النتائج السلبية، وبعد ذلك، تلقى المنتخب الليبي للشباب (دون 20 عاماً) ومنتخب الناشئين (دون 17 عاماً) صدمة جديدة بخروجهما من التصفيات المؤهلة لأمم إفريقيا، حيث لم يتمكنا من التأهل في البطولات التي تخص شمال إفريقيا.
ومنذ أكثر من أربع سنوات، تواجه الكرة الليبية سلسلة من الأزمات والتخبطات نتيجة تراجع مستوى الدوري المحلي ووجود مشاكل تنظيمية أثرت بشكل كبير على نتائج الأندية في المسابقات القارية، وهذه الأزمات جاءت بالتوازي مع تدهور الأوضاع الأمنية والاجتماعية في البلاد، مما وضع المنتخب الأول في مقدمة هذه الأزمات.
وخلال تصفيات أمم إفريقيا 2025، التي انتهت مؤخراً، احتل منتخب “فرسان المتوسط” المركز الأخير في المجموعة الرابعة برصيد 5 نقاط، ليغيب عن التأهل، حيث تأهلت منتخبات نيجيريا وبنين من نفس المجموعة.
وواجه المنتخب الليبي مشواراً صعباً في التصفيات، حيث عاقب الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) الفريق في مباراة ضد نيجيريا في الجولة الرابعة، باعتباره خاسراً (0-3) بسبب حادث استقبال بعثة نيجيريا.
ويعد هذا الفشل بمثابة صدمة أخرى لكرة القدم الليبية، بعد أن فشل المنتخب في التأهل للنهائيات في خمس مناسبات سابقة (2013، 2015، 2017، 2019، 2021) وصولاً إلى 2025.
ويرجع مجدي شعيب، العضو السابق للاتحاد الليبي لكرة القدم، أسباب هذا التراجع إلى غياب الاستقرار الأمني والاجتماعي في البلاد.
وقال في تصريحات صحفية: “تسبب غياب الاستقرار في تشتيت جهود الاتحاد الليبي، مما أدى إلى صعوبة تنظيم المباريات والبطولات، وأجبر الأندية والمنتخبات على لعب مبارياتها في دول مجاورة مثل تونس ومصر”.
وأكد أن هذا الوضع أدى إلى تراجع أداء الأندية الليبية في البطولات القارية، حيث لم يتمكن أي ناد من تمثيل ليبيا في دور المجموعات لدوري أبطال إفريقيا أو كأس الكونفدرالية هذا العام.
ومن جانب آخر، تلقت الأندية الليبية صدمات متتالية في البطولات القارية، حيث خرجت أندية النصر والأهلي بنغازي من دوري أبطال إفريقيا، في حين ودع أهلي طرابلس والهلال بنغازي كأس الكونفدرالية من الأدوار الأولى.
وخسر النصر في الدور التمهيدي على يد المريخ السوداني، بينما الأهلي بنغازي ودع البطولة بعد خسارته أمام الهلال السوداني، كما فشل كل من أهلي طرابلس والهلال بنغازي في التأهل لدور المجموعات في الكونفدرالية بعد خسارتهما أمام سيمبا التنزاني والمصري البورسعيدي.
ويُعتبر الدوري الليبي الممتاز من بين الأسباب الرئيسية لتراجع المستوى الفني للأندية في المسابقات القارية، حيث يشكو المدربون من الغموض الذي يحيط بمسابقة الدوري وعدم وجود برنامج واضح لمبارياته.
وفي هذا الصدد، قال فتحي جبال، مدرب نادي السويحلي، في تصريحات صحفية: “المشكلة تنظيمية وإدارية، لا يعرف معظم الأندية خارطة طريق الموسم المقبل، ما يضعف الأداء بشكل كبير”.
وأكد أن اتحاد كرة القدم مطالب بترتيب البيت الداخلي ووضع رؤية حول المسابقة، حيث يؤكد البعض أن الدوري قد ينطلق في 15 ديسمبر بنظام المجموعتين.
ورغم هذه الإخفاقات المستمرة، يعلق الكثير من المهتمين في الأوساط الرياضية آمالاً على المستقبل، خاصة مع محاولات استعادة الاستقرار في البلاد، وبناء عدد من الملاعب في مدن ليبية مثل بنغازي والبيضاء.
ويأمل المتابعون أن يساعد ذلك في استعادة مكانة الكرة الليبية على الصعيدين العربي والقاري، خصوصاً إذا تحسنت أوضاع الدوري بشكل تدريجي.
ليبيا: استقالة مدير المركز الوطني للامتحانات على الهواء خلال إعلان نتائج الشهادة الإعدادية (فيديو)