05 ديسمبر 2025

سجّلت صادرات مصر من مواد البناء والصناعات المعدنية إلى السوق الليبية تراجعاً حاداً بنسبة بلغت 24% خلال النصف الأول من العام الجاري، لتستقر عند 203 ملايين دولار.

ورغم هذا التراجع، لا تزال ليبيا تحافظ على موقعها ضمن قائمة أكبر عشر أسواق لمنتجات البناء المصرية، كما تبقى المستورد الأول للأسمنت من مصر خلال الفترة ذاتها.

ويعود سبب هذا الانخفاض، بحسب مسؤول في المجلس التصديري لمواد البناء والصناعات المعدنية، إلى تقليص الحكومة المصرية صادرات الأسمنت إلى الأسواق الخارجية، في محاولة لاحتواء الأسعار محلياً بعد موجة غلاء غير مسبوقة شهدها السوق المصري خلال الشهرين الماضيين.

وتشير البيانات إلى أن صادرات الأسمنت المصري تراجعت بنحو 24% خلال شهري مايو ويونيو، لتبلغ 142 مليون دولار. وتعد السوق الليبية أول المتأثرين بهذا الانخفاض، بالنظر إلى اعتمادها الكبير على الأسمنت المصري لتلبية الطلب الداخلي، خاصة في ظل ضعف الإنتاج المحلي.

وعلى الرغم من أن واردات ليبيا من الأسمنت المصري سجّلت نمواً بنسبة 30% خلال النصف الأول لتصل إلى 65 مليون دولار، إلا أن وتيرة هذا النمو شهدت تباطؤاً واضحاً، إذ تراجعت من 70% في الربع الأول إلى 30% فقط مع نهاية يونيو، ما يعكس أثر القيود المصرية تدريجياً على السوق الليبية.

ولم تقتصر تأثيرات خفض التصدير على ليبيا فحسب، بل طالت أسواقاً رئيسية أخرى مثل لبنان، والولايات المتحدة، وغانا، وساحل العاج، وبلغ إجمالي صادرات مصر من الأسمنت في النصف الأول من العام نحو 9.7 ملايين طن بقيمة 423 مليون دولار، مقارنة بـ8.7 ملايين طن بقيمة 429 مليون دولار في الفترة نفسها من العام الماضي، ما يعكس زيادة في الكميات وتراجعاً طفيفاً في القيمة الإجمالية.

وأكد رئيس شعبة الأسمنت باتحاد الغرف التجارية، أحمد الزيني، أن التراجع في الصادرات انعكس سريعاً على السوق المحلية، متسبباً في انخفاض أسعار الأسمنت بما بين 20% و25%، وتوقّع الزيني أن تعود الصادرات إلى مستوياتها الطبيعية قبل نهاية الربع الثالث، مع دخول تسعة خطوط إنتاج متوقفة حالياً حيز التشغيل مجدداً.

وعلى خلاف الأسمنت، لم يشمل التراجع جميع المنتجات المصدرة إلى ليبيا، إذ أظهرت البيانات انخفاض واردات ليبيا من الألومنيوم، والرخام والجرانيت، والسيراميك، والصهاريج، والمواسير، والمواد العازلة، والجسور، في حين سجّلت ارتفاعاً ملحوظاً في واردات الحديد والصلب والنحاس والزجاج.

ووصلت واردات ليبيا من الحديد والصلب إلى 33 مليون دولار، مقارنة بـ19 مليون دولار في الفترة نفسها من العام الماضي، محققة نمواً بنسبة 74%، كما ارتفعت واردات النحاس والزجاج، ما يشير إلى استمرار الطلب الليبي على مواد البناء الأساسية الأخرى رغم تراجع بعض البنود.

وفي سياق متصل، كشف محمد البهي، رئيس لجنة التعاون العربي باتحاد الصناعات المصرية، عن وجود خطط لمشروعات مشتركة بين شركات مصرية وليبية داخل ليبيا، تستهدف التوسع في التصدير نحو أسواق غرب إفريقيا، وأكد البهي أن هذه الخطط تسير بخطى محسوبة نظراً للظروف السياسية والأمنية التي تشهدها ليبيا، لكن التركيز الرئيسي يبقى منصباً على فرص إعادة الإعمار، والتي تمثل دافعاً أساسياً لتوسيع التعاون الاقتصادي بين البلدين في المرحلة المقبلة.

أب مصري يكبل أطفاله بالسلاسل لمنعهم من الهروب

اقرأ المزيد