وزير المالية المصري أحمد كوجك أعلن عن انخفاض كبير في إيرادات قناة السويس خلال العام المالي 2024/ 2025، بقيمة 145 مليار جنيه (نحو 2.99 مليار دولار)، مقارنة بالتوقعات الأولية.
وأوضح كوجك، في مؤتمر صحفي مخصص لعرض الأداء المالي للدولة، أن هذا التراجع يعادل انخفاضاً بنسبة 60% عن إيرادات العام السابق التي بلغت 7.2 مليار دولار، مرجعاً السبب إلى الاضطرابات الأمنية في البحر الأحمر نتيجة هجمات جماعة الحوثي اليمنية على السفن التجارية منذ نوفمبر 2023.
وأشار الوزير إلى أن هذه الهجمات، التي تستهدف السفن المرتبطة بإسرائيل أو المتجهة إليها، أجبرت شركات الشحن العالمية على تغيير مساراتها والمرور عبر رأس الرجاء الصالح بدلاً من قناة السويس.
ونتيجة لذلك انخفض عدد السفن العابرة للقناة بنسبة 50%، إذ سجلت القناة مرور 13, 213 سفينة فقط في 2024، مقارنة بأكثر من 26, 000 سفينة في 2023.
وتزامنت هذه الأزمة مع تحديات اقتصادية داخلية، أبرزها ارتفاع التضخم الذي بلغ 38% في سبتمبر 2023، وتراجع قيمة الجنيه المصري بنسبة 34% منذ مارس 2024، إلى جانب عجز في الميزان التجاري غير النفطي يقدر بـ 8 مليارات دولار.
ومع ذلك، أكدت الحكومة أن الإصلاحات الاقتصادية المدعومة من صندوق النقد الدولي، بما في ذلك قرض بقيمة 8 مليارات دولار، تسهم في تخفيف الضغوط وتحسين المؤشرات تدريجياً.
يذكر أن قناة السويس، التي افتتحت عام 1869، تعد من أهم الممرات المائية في العالم لربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط، وقد حققت في 2023 إيرادات قياسية بلغت 10.25 مليار دولار، إلا أن تصاعد التوترات الأمنية في البحر الأحمر خفض هذه الإيرادات إلى نحو 4 مليارات دولار في 2024.
ومنذ اندلاع الحرب في غزة في نوفمبر 2023، نفذت جماعة الحوثي نحو 100 هجوم على السفن التجارية في البحر الأحمر، معلنة أن عملياتها تأتي دعماً للفلسطينيين.
وقد تسببت هذه الهجمات في تعطيل جزئي لمضيق باب المندب، ودفع شركات شحن كبرى مثل “ميرسك” و”إم إس سي” إلى تحويل مساراتها، ما أدى إلى زيادة تكاليف الشحن وتأخير حركة التجارة العالمية.
الهلال الأحمر المصري يرسل قافلة مساعدات إنسانية ضخمة إلى غزة
