05 ديسمبر 2025

تشهد مالي أزمة اقتصادية جديدة بعد تسجيل انخفاض حاد في إنتاج الذهب، المورد الرئيسي لخزينة الدولة، ما يعمق هشاشة اقتصاد يعتمد بشكل شبه كامل على هذا المعدن النفيس وسط بيئة سياسية وأمنية متقلبة.

ووفق بيانات صادرة عن وزارة المناجم المالية، تراجع الإنتاج الصناعي من الذهب بنسبة 32% خلال عام واحد، ليبلغ 26.5 طنا حتى نهاية أغسطس الماضي، مقارنة بـ38.5 طنا في الفترة نفسها من العام الماضي، وهو ما يقل أيضا بنحو 22.5% عن التقديرات الرسمية.

وأرجعت الوزارة هذا الانخفاض إلى التوقف المطول لأنشطة شركة “باريك ماينينغ” في مجمع “لولو غونكوتو” — أحد أهم مواقع الإنتاج في البلاد — حيث توقفت العمليات بين يناير ويوليو قبل أن تعود بطاقة لا تتجاوز 25% من المستوى الطبيعي. وتتوقع الشركة استعادة الإنتاج الكامل خلال الأشهر الأربعة المقبلة.

وتعد مالي ثالث أكبر منتج للذهب في إفريقيا بعد جنوب إفريقيا وغانا، ويشكّل هذا القطاع نحو 70% من عائدات الصادرات وركيزة أساسية لميزان المدفوعات. غير أن هذا الاعتماد المفرط على مورد واحد يجعل الاقتصاد المالي عرضة بشدة للتقلبات العالمية وللاضطرابات الداخلية المتصاعدة منذ الانقلابات العسكرية المتعاقبة.

ويأتي هذا التراجع امتدادا لانخفاض آخر بنسبة 23% خلال عام 2024، ما يعكس فشل الحكومة في تحقيق أهدافها الإنتاجية رغم ما تصفه بسياسة “استعادة السيادة على الموارد الطبيعية”.

وتهدف السياسة الاقتصادية الجديدة لباماكو، إلى تقليص نفوذ الشركات الأجنبية وإعادة التفاوض حول العقود التعدينية، أدت إلى توتر متزايد مع المستثمرين الغربيين، خاصة بعد فرض قيود على التحويلات المالية وارتفاع المخاطر التشغيلية.

وفي المقابل، توسّعت العلاقات مع موسكو وشركات روسية صغيرة، في إطار توجه نحو شركاء جدد يُنظر إليهم باعتبارهم أكثر استعدادا للتعامل بشروط مرنة.

ولا تقتصر الأزمة على “باريك ماينينغ” فحسب، إذ تواجه شركات أخرى مثل “بي تو غولد” و“ريزولوت ماينينغ” و“إنديفور ماينينغ” صعوبات متزايدة في ظل بيئة تنظيمية غامضة وضغوط سياسية متنامية، ما دفع بعضها إلى تقليص نشاطاته أو تعليق استثمارات جديدة.

اتفاق روسي لتوريد النفط إلى مالي شهريا

اقرأ المزيد