16 نوفمبر 2024

أفادت مصادر إعلامية أن استئناف إنتاج النفط الخام الليبي بعد أزمة سياسية بشأن المصرف المركزي أدى إلى فائض في إمدادات الخام في أوروبا، ما أجبر بائعين متنافسين على خفض أسعارهم.

وتسببت الأزمة، قبل حلها، في تقليص صادرات البلد العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) إلى أدنى مستوى في أربع سنوات.

وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا استئناف الإنتاج في الثالث من أكتوبر بعد تعيين محافظ جديد للمصرف المركزي، وبحلول 13 أكتوبر، بلغ الإنتاج نحو 1.3 مليون برميل يومياً، وهو ما يقترب من مستويات ما قبل الأزمة.

ويتزامن توقيت زيادة إنتاج ليبيا من النفط مع أعمال صيانة في مصاف أوروبية، حيث أغلقت عدة مصاف في البحر المتوسط وشمال غرب أوروبا بشكل كامل أو جزئي، ويقول متعاملون ومحللون إن هذا يضعف أسعار الخامات المنافسة.

وبحسب بيانات مجموعة بورصة لندن للأوراق المالية (إل.إس.إي.جي)، انخفضت علاوة سعر خام أذربيجان الخفيف مقابل خام برنت القياسي إلى 1.55 دولار للبرميل، وهو أدنى مستوى له منذ أبريل.

وأوضحت صوفيا بريبلودناجا، المحللة لدى إف.جي.إي إنرجي، أن فروق الأسعار بين خامات البحر المتوسط الرئيسية الأخرى، مزيج اتحاد خط أنابيب بحر قزوين (سي.بي.سي) والخام الصحراوي ومزيج السدر الليبي، تراجعت أيضاً في أول 11 يوما من أكتوبر.

وأضافت: “بالنظر إلى المستقبل، فإن خامات البحر المتوسط هذه ستواجه المزيد من الضغوط الهبوطية من ثاني أكبر حقل يوفر مزيج سي.بي.سي – حقل كاشاجان – والذي يعود من الإغلاق الكامل بسبب الصيانة بعد 10 نوفمبر”.

وذكر أحد المتعاملين أن أسعار الخام من غرب أفريقيا، وهو أيضاً بديل للخام الليبي، قد تتراجع أيضاً، حيث تم طرح خام بوني النيجيري الخفيف الأسبوع الماضي بسعر يقارب علاوة قدرها دولار واحد للبرميل فوق خام برنت، وتم تسعيره بأقل من ذلك قليلاً، وهو الأدنى منذ ديسمبر 2023، وفقاً لبيانات (إل.إس.إي.جي).

وبدأت أزمة المصرف المركزي الليبي في نهاية أغسطس، مما أدى إلى إغلاق عدد من حقول النفط والموانئ.

ووفقاً لبيانات كبلر، انخفضت صادرات ليبيا من النفط الخام في سبتمبر إلى نحو 550 ألف برميل يومياً، وهو أدنى مستوى لها في أربع سنوات، ونصف المتوسط لشهري يوليو وأغسطس، وتعافت صادرات أكتوبر حتى الآن إلى أكثر من 600 ألف برميل يومياً، ومن المتوقع أن ترتفع أكثر.

وقال أحد المتعاملين لدى شركة تشتري عادة من ليبيا، والذي رفض نشر اسمه، إن المؤسسة الوطنية للنفط خصصت شحنات للمصافي بمواعيد تحميل قريبة للغاية.

وأضاف أن المصافي اتخذت بالفعل ترتيبات بديلة لشراء خامات أخرى، على افتراض أن انقطاع الإمدادات الليبية سيستمر لفترة أطول.

وأفاد متعامل آخر أن المصافي في أوروبا ستظل تستقبل شحنات ليبية، لكنها في وضع يسمح لها بالمطالبة بخصومات كبيرة.

وفقاً لبيانات كبلر، فإن إيطاليا أكبر مشتر للخام الليبي، إذ حصلت على ثلث إجمالي الصادرات الليبية في عام 2023، تليها إسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة واليونان.

الدبيبة: الحضور الكبير في قمة ليبيا للطاقة والاقتصاد يدعم الاستقرار والاستثمار في البلاد

اقرأ المزيد