خبراء الموارد المائية أكدوا امتلاء بحيرة سد النهضة الإثيوبي، ما دفع أديس أبابا لفتح 4 بوابات لمدة يومين أواخر أغسطس، لتفريغ أكثر من مليار متر مكعب قبل بدء التشغيل الرسمي في 9 سبتمبر الجاري.
ونقلت صحيفة “فيتو” عن الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، أن التصريفات الكبيرة من الجانب الإثيوبي دفعت السودان إلى زيادة فتح بوابات سدوده، وخصوصاً سد الروصيرص الذي يبعد نحو 100 كيلومتر عن سد النهضة، لاستيعاب التدفقات المفاجئة والكميات الهائلة من المياه المتجهة نحو مجرى النهر.
وأوضح الباحث هاني إبراهيم أن منسوب بحيرة سد الروصيرص ارتفع بشكل ملحوظ مقارنة بنفس الفترة خلال السنوات الثلاث الماضية، رغم استمرار الإطلاقات المائية المرتفعة، كما تسبب هذا في تضرر عشرات الأفدنة من الأراضي الفيضية حول مدينة ود النيل في ولاية سنار السودانية، على الضفة الغربية للنيل الأزرق.
وشدد شراقي على أن الفتح والإغلاق المفاجئ لبوابات سد النهضة أو تشغيل توربيناته يتسبب في ارتباك كبير في تشغيل السدود السودانية، مشيراً إلى أهمية التنسيق وتبادل المعلومات بين الدول المتشاطئة.
وأضاف أن وصول هذه التدفقات إلى مصر لا يعني القبول بسياسة إثيوبيا في فرض الأمر الواقع، مؤكداً قدرة السد العالي على إدارة هذه التغيرات، مع متابعة الجهود للحفاظ على الحقوق المائية التاريخية لمصر.
وفي سياق متصل، وجهت مصر خطاباً إلى رئيس مجلس الأمن بشأن التطورات الأخيرة في النيل الأزرق وإعلان إثيوبيا الانتهاء من تشغيل سد النهضة، معتبرة هذه الخطوة أحادية ومخالفة للقانون الدولي.
وأكدت وزارة الخارجية، ممثلة في وزيرها بدر عبد العاطي، أن محاولات إضفاء شرعية على السد لا تغير من كونه إجراءً أحادياً غير قانوني، وأن التصرفات الإثيوبية تمثل خرقاً جديداً للقانون الدولي، متجاهلة البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن في 15 سبتمبر 2021.
ويأتي خطاب الخارجية المصرية بعد ساعات من افتتاح رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد رسمياً مشروع سد النهضة الكبير، بحضور عدد من القادة الأفارقة البارزين.
رداً على إثيوبيا.. مصر: البحر الأحمر شأن يخص الدول المطلة فقط
