قال هيثم هلال في مقابلة مع شبكة “أخبار شمال إفريقيا” إن استهداف إسرائيل لقطر يمثل انتهاكاً للقانون الدولي، ويهدف إلى تعطيل المفاوضات، وأوضح أن هذا الهجوم قد يضعف دور قطر كوسيط، بينما تظل مصر رائدة في هذا المجال.
في مقابلة مع شبكة “أخبار شمال إفريقيا”، أشار الكاتب والصحفي هيثم هلال إلى أن استهداف تل أبيب لقطر يعد تجاوزاً سافراً للقانون الدولي والأعراف الدبلوماسية.
وأوضح هلال أن إسرائيل لا تكتفي بالاعتداء على السيادة القطرية فحسب، بل تتعامل مع الأمر بطريقة وقحة وفجة، خاصة أن قطر تمثل دور الوسيط في مفاوضات وقف الحرب، من خلال استضافتها لقادة حماس ووفود أمريكية وإسرائيلية.
وأكد هلال أن إسرائيل تسعى ليس فقط للقضاء على قادة حماس، ولكن أيضاً لنسف مسار المفاوضات القائم بين الأطراف المختلفة، بما في ذلك قطر ومصر.
وأضاف هلال أن الهجوم الإسرائيلي على قطر يهدف إلى إنهاء أي محاولات لوقف إطلاق النار في غزة، مؤكداً أن هناك توجهاً لدى الحكومة الإسرائيلية، بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لاستمرار التصعيد العسكري في غزة وتحقيق أهداف استراتيجية تتعلق بمخطط التهجير وإعادة رسم خريطة المنطقة.
وأوضح هلال أن تل أبيب كانت قد تلقت إشارات بأن قادة حماس كانوا مستعدين للتوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار، مما دفع إسرائيل إلى تحريك قواتها لاستهدافهم بشكل مباشر.
كما شدد هلال على أن إسرائيل عبر هذا الهجوم تروج لفكرة أنها قادرة على استهداف أي دولة في المنطقة، بما في ذلك قطر، دون أن تعترضها أي عواقب دولية تذكر.
وأضاف أن هذا الهجوم يمثل رسالة واضحة من إسرائيل بأنها مستعدة لتوجيه ضربات ضد أي دولة تؤوي أو تدعم حركات تصفها بالإرهابية، مستغلةً في ذلك التفاهمات الأمنية مع الولايات المتحدة.
وفي تعليقه على الوضع الأمني في الخليج، قال هلال إن هذه الأحداث قد تؤدي إلى إعادة النظر في تحالفات قطر الدفاعية، رغم التصريحات القطرية التي تؤكد على قوة علاقتها مع الولايات المتحدة.
وأضاف أن هذا الاستهداف قد يضعف قطر في دورها كوسيط محايد في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث قد تشعر بالخيانة تجاه الولايات المتحدة، مما يعقد موقفها في المحافل الدولية.
وعن دور مصر، أكد هلال أن القاهرة لن تسمح بتكرار هذا النوع من الاستهداف على أراضيها، وأنها أرسلت رسالة تحذيرية شديدة اللهجة لإسرائيل، مهددة بعواقب وخيمة في حال تكرار ما حدث مع قطر.
ولفت هلال إلى أن مصر تواصل سعيها لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من خلال دورها كوسيط رئيسي، مستفيدة من تاريخها الطويل في هذا الملف، إضافة إلى علاقتها الواسعة مع القوى الدولية المختلفة.
وفيما يخص التحركات الدبلوماسية المصرية، أكد هلال أن مصر تمكنت من تحقيق عدة تهدئات منذ بداية النزاع، مستفيدة من مكانتها كداعم رئيسي للقضية الفلسطينية.
كما أن القاهرة تعمل على تعزيز موقفها الدولي من خلال علاقاتها المتوازنة مع الولايات المتحدة، أوروبا، روسيا، الصين، ودول الخليج، وهو ما يمنحها القدرة على جمع الأطراف المتنازعة حول طاولة الحوار.
وفي ختام حديثه، أشار هلال إلى أنه على الرغم من بعض المحاولات من دول أخرى مثل تركيا والسعودية للمشاركة في دور الوساطة، إلا أن مصر تظل الطرف الأكثر قدرة على القيام بدور الوسيط الفاعل، حيث تتمتع بقبول واسع من جميع الأطراف، بما في ذلك إسرائيل، الأمر الذي يعزز دورها المحوري في المنطقة.
مصر.. القبض على “وحش الكون” بتهمة نشر محتوى مخل بالآداب
