10 يناير 2025

قرار إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تحويل 95 مليون دولار من المساعدات العسكرية المخصصة لمصر إلى لبنان أثار غضباً بين المسؤولين المصريين، خاصة في أوساط القوات المسلحة.

وترى مصادر مصرية مطلعة أن القرار يعكس نهجاً مزدوجاً من الإدارة الأمريكية التي تعتمد على الدور المصري في ملفات إقليمية كبرى مثل الوساطة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، لكنها في الوقت نفسه تضغط على القاهرة باستخدام ملف حقوق الإنسان.

ورغم تأكيد وزارة الخارجية الأمريكية أهمية الشراكة مع مصر ودورها المحوري في قضايا الشرق الأوسط، إلا أن قرار تحويل المساعدات يبعث برسالة واضحة مفادها أن واشنطن لن تتغاضى عن الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان، لا سيما احتجاز السجناء السياسيين.

وكانت الإدارة الأمريكية قد جعلت ملف حقوق الإنسان محورياً منذ تولي بايدن الرئاسة، وسبق أن اشترطت الإفراج عن 95 مليون دولار بإحراز تقدم ملموس في هذا الملف، ومع غياب التقدم، قررت واشنطن إعادة توجيه الأموال لتعزيز قدرات الجيش اللبناني.

ولقي القرار دعماً من أصوات بارزة في الكونغرس، مثل السيناتور كريس ميرفي، الذي انتقد استمرار منح مساعدات لمصر رغم سجلها الحقوقي.

ويرى معارضو النهج الأمريكي تجاه القاهرة أن المساعدات يجب أن تعكس القيم الأمريكية لا أن تُستخدم كـ”مكافأة” لحكومات تُتهم بانتهاكات حقوق الإنسان.

وفي المقابل، اعتبرت مصادر حكومية مصرية القرار الأمريكي “تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية”، مشيرة إلى أن القاهرة قدمت تنازلات كبيرة في ملفات إقليمية حساسة لصالح الاستراتيجية الأمريكية، ما يجعل هذا القرار غير مبرر من وجهة نظرها.

ورغم ذلك، توقع خبراء أن القرار لن يؤثر على العلاقات الاستراتيجية بين البلدين التي تستند إلى تعاون طويل الأمد في المجالات العسكرية والأمنية.

وأكد السفير حسين هريدي، المساعد السابق لوزير الخارجية المصري، أن مثل هذه الإجراءات الأمريكية ليست جديدة وتعكس ضغوطاً سياسية داخلية في الولايات المتحدة.

ومن جانبه، رأى الخبير في الشأن الأمريكي توفيق طعمة أن المبلغ المحجوب صغير نسبياً مقارنة بالمساعدات السنوية التي تتجاوز مليار دولار.

وأوضح أن الولايات المتحدة تعتمد على مصر كشريك لا غنى عنه في المنطقة، خصوصاً في القضايا المتعلقة بالاستقرار الإقليمي مثل الوساطة لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة.

وفي الوقت ذاته، انتقد رخا أحمد حسن، المساعد السابق لوزير الخارجية، ما وصفه بازدواجية المعايير الأمريكية، مشيراً إلى الدعم غير المشروط الذي تقدمه واشنطن لإسرائيل رغم الانتهاكات التي تُرتكب ضد الفلسطينيين.

واعتبر حسن أن هذه الضغوط تأتي ضمن أدوات سياسية تستخدمها الولايات المتحدة للتأثير على مواقف الدول.

ورغم محدودية تأثير القرار على الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، فإنه يعكس تصاعد الضغوط الأمريكية على مصر في ملف حقوق الإنسان، ما قد يتطلب من القاهرة إعادة النظر في هذا الملف لتخفيف الضغوط الدولية.

مصر تتوج بذهبية كأس العرب لكرة السلة.. وليبيا تكتفي بالفضية

اقرأ المزيد