تعزز جماعة “داعش” نفوذها في منطقة بحيرة تشاد، وذلك بعد تحقيقها اختراقات تقنية مهمة بسيطرتها على طائرات مسيرة، ما يمثل تحديا جديدا وجذريا للقوات المتعددة الجنسيات التي تعمل في المنطقة، وهي أحد أكثر البؤر توترا في القارة الإفريقية.
وجاءت التطورات الأخيرة في أعقاب تغييرات سياسية متسارعة، بما في ذلك انسحاب النيجر من القوة المشتركة، ما أدى إلى زيادة الهجمات من جانب داعش وتعزيز محاولاتها لتحقيق مكاسب ميدانية أكبر.
وأكد خبير عسكري متخصص في الشؤون الإفريقية، عمرو ديالو، أن هذا التطور يشير إلى “اختراقات كبيرة” يقوم بها التنظيم، والذي يضم آلاف العناصر النشطة في منطقة بحيرة تشاد.
وتعد هذه السيطرة على المسيرات تحولا استراتيجيا يعزز قدرات داعش الاستخباراتية والهجومية، ويضع القوات المشتركة في موقف دفاعي صعب، كما قال ديالو لمجلة “إرم نيوز”.
وفي سياق متصل أشار المحلل سياسي متخصص في الشؤون الإفريقية، محمد إدريس، إلى أن “داعش استطاع تحويل الطائرات المسيرة إلى سلاح فتاك يمكنه من تحقيق مكاسب استراتيجية وتعزيز موقعه في الحرب الجارية.”
يذكر أن النيجر أعلنت انسحابها من القوة المشتركة متعددة الجنسيات، المكلفة بمحاربة التنظيمات المتطرفة في حوض بحيرة تشاد.
وأوضحت السلطات النيجيرية أن الانسحاب من القوة المهام المشتركة جاء لتعزيز قدراتها الدفاعية على المستوى الوطني، وليس كرد فعل على أي تحديات دبلوماسية مع الدول الأعضاء الأخرى في القوة.