05 ديسمبر 2025

تشهد منطقة الساحل الإفريقي تحولات جيوسياسية كبيرة بعد الانسحاب العسكري الفرنسي والأمريكي من مالي والنيجر وبوركينا فاسو، مما فتح المجال لنفوذ روسيا والصين، وتأسس “تحالف دول الساحل” في سبتمبر الماضي، مع تفعيل قوة مشتركة لحماية المنطقة.

تشهد منطقة الساحل الإفريقي تحولات جيوسياسية وإستراتيجية كبرى في أعقاب الانسحاب العسكري الفرنسي والأمريكي من مالي والنيجر وبوركينا فاسو، مما فتح الباب أمام توسع نفوذ القوى الدولية الجديدة وعلى رأسها روسيا والصين.

شهدت الأشهر الماضية انسحاباً عسكرياً أمريكياً من النيجر إنهاءً لوجود استمر لعقود، كما أجبرت فرنسا على سحب قواتها من ثلاث دول إفريقية منذ 2022، فيما غادرت بعثة الأمم المتحدة الأراضي المالية أواخر 2023. هذا الفراغ الأمني أدى إلى إعادة تشكيل التحالفات الإقليمية.

سارعت الدول الثلاث إلى توقيع اتفاقية دفاع مشترك في سبتمبر 2023 أسست لـ”تحالف دول الساحل”، وتم تفعيل القوة العسكرية الموحدة للتحالف في 30 سبتمبر الماضي، بمقر في نيامي وتعداد مخطط يبلغ 5 آلاف جندي.

وفقاً لتقارير ميدانية، تقدم أوكرانيا دعماً عسكرياً مباشراً للمتمردين الطوارق في حربهم ضد القوات المالية.

وأقر متمردون طوارق بتلقي تدريبات متخصصة في أوكرانيا على استخدام طائرات دون طيار وتقنيات قتالية متطورة.

ندد رئيس الوزراء المالي، الجنرال عبد الله مايغا، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بالدعم الأوكراني للطوارق، قائلاً: “مهما بدا الأمر بعيداً، فإن الحرب في أوكرانيا والإرهاب في الساحل مرتبطان”.

تعزز الوجود الصيني في المنطقة عبر عقود تجارية واستثمارية كبيرة، خاصة في مجال المعادن الثمينة والنادرة.

كما شهدت الفترة الأخيرة تحول النفوذ الصيني من اقتصادي إلى عسكري، حيث عينت بكين أول ملحق عسكري في النيجر، ووقعت مالي عقداً مع شركة “نورينكو” الصينية لتوريد معدات عسكرية متطورة.

أقدمت الدول الثلاث على خطوات جذرية تمثلت في الانسحاب من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “إكواس” مطلع 2025، ثم من المنظمة الدولية للفرنكوفونية، في خطوات تعكس تناقضاً بنيوياً مع السياسات الغربية.

تشير التطورات إلى أن منطقة الساحل تتحول إلى ساحة لتصفية الحسابات الدولية، حيث يبدو أن المواجهة بين القوى الدولية في المنطقة لن تكون الأخيرة، في مشهد يعيد تشكيل التحالفات الإقليمية والدولية في واحدة من أكثر مناطق العالم اضطراباً.

تدفق النازحين إلى شمال دارفور.. هروب جماعي من معارك الفاشر المحتدمة

اقرأ المزيد