23 مارس 2025

أظهر تحقيق صحفي وثائق جديدة تربط المخابرات الليبية بتفجير طائرة “بان آم 103” فوق لوكربي عام 1988، متهمة رئيس المخابرات الأسبق عبد الله السنوسي وأبو عجيلة المريمي بالتخطيط للهجوم، وتشير الوثائق إلى تجارب على حقيبة متفجرة وُجدت في مكتب الخطوط الجوية الليبية بمالطا.

كشف تحقيق صحفي اسكتلندي عن وثائق جديدة يُعتقد أنها قد تكون أول دليل مكتوب يربط جهاز المخابرات الليبي بتفجير طائرة “بان آم 103” فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية عام 1988، مما أسفر عن مقتل 270 شخصاً.

هذه الوثائق، التي تم الكشف عنها في كتاب جديد بعنوان “القاتل الذي يجب إنقاذه”، أعدّه الصحفيان الفرنسيان كارل لاسك وفنسنت نوزيل، بالتعاون مع الناشط الليبي سمير شقواره، تشير إلى تورط رئيس المخابرات الليبية الأسبق عبد الله السنوسي، وأبو عجيلة مسعود خير المريمي، في التخطيط للهجوم.

ووفقاً للوثائق التي نُشرت في الكتاب، تم إجراء تجارب على حقيبة مشابهة لتلك التي استُخدمت في التفجير، بحضور السنوسي والمريمي وآخرين من جهاز الاستخبارات الليبي.

وتصف إحدى الوثائق، المؤرخة في 4 أكتوبر 1988، كيفية اختبار الحقيبة ومدى فعالية تفجيرها باستخدام جهاز راديو. كما تؤكد الوثائق أن المتفجرات كانت مخزنة في مكتب مدير الخطوط الجوية الليبية في مالطا، مما يعزز الرواية التي تم تقديمها خلال محاكمة لوكربي الأصلية.

ويؤكد المحققون أن هذه الوثائق تدعم المزاعم التي تم تقديمها خلال المحاكمة الأصلية للقضية، والتي انتهت بإدانة عبد الباسط المقرحي، الموظف السابق في الخطوط الجوية الليبية، وتبرئة الأمين خليفة فحيمة.

ومع ذلك، فإن الوثائق الجديدة، إذا ثبتت صحتها، قد تؤدي إلى إعادة فتح القضية، خاصة وأن الادعاء الأمريكي ما يزال يحتفظ بلائحة اتهام ضد فحيمة منذ عام 1991.

وصف ريتشارد ماركيز، عميل مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي السابق، الوثائق بأنها “خطيرة للغاية” إذا ثبتت صحتها، مؤكداً أن التحقيقات الأمريكية والأسكتلندية تعمل حالياً على التحقق من مصداقيتها.

ومن جهته، أشار جون آشتون، عضو سابق في فريق الدفاع عن المقرحي، إلى أن الوثائق ستكون “ذات أهمية كبيرة” إذا كانت أصلية، لكنه حذر من أنها قد تُعتبر “محاولة أخرى لتلفيق الاتهامات” إذا لم يتم التحقق من صحتها بشكل دقيق.

من المتوقع أن تُستخدم هذه الوثائق في المحاكمة القادمة لأبو عجيلة المريمي في واشنطن، حيث يواجه اتهامات بإعداد القنبلة التي أسقطت الطائرة.

وتبقى مسألة تسليم فحيمة إلى العدالة قضية حساسة في ليبيا، حيث يعتبر الكثيرون أن ملف لوكربي قد أُغلق منذ سنوات، خاصة بعد إدانة المقرحي وإطلاق سراحه لاحقاً لأسباب إنسانية.

ويشير التقرير إلى أن هذه الوثائق قد تعيد إحياء الجدل حول دور المخابرات الليبية في التفجير، خاصة في ظل وجود أدلة جديدة تربط كبار المسؤولين الليبيين السابقين بالحادث، ومع استمرار التحقيقات، قد تشهد القضية تطورات جديدة تعيد فتح ملفات اعتُقد أنها أُغلقت منذ عقود.

من الجدير بالذكر أن تفجير طائرة “بان آم 103″، التي كانت في رحلتها من لندن إلى نيويورك، يُعتبر أحد أكثر الهجمات شهرة في التاريخ الحديث.

وقد أدت التحقيقات الأولية إلى اتهام موظفين ليبيين، لكن القضية ظلت محل جدل واسع، خاصة بعد إطلاق سراح المقرحي عام 2009 لأسباب إنسانية، والآن، مع ظهور هذه الوثائق الجديدة، قد تشهد القضية فصلاً جديداً في مسارها الطويل والمعقد.

اقرأ المزيد