تحقيق جديد يتناول اختفاء موسى الصدر في ليبيا عام 1978، حيث تم تحليل صورة لجثة يُعتقد أنها له، وتثير القصة تساؤلات حول مصيره بين القتل أو البقاء حياً، وسط توترات سياسية واعتقالات في ليبيا.
أعدّ محمد شريف تحقيقاً يتناول إمكانية أن تكون صورة لجثة متحللة كافية لحل لغز اختفاء رجل الدين الشيعي موسى الصدر في ليبيا عام 1978.
حيث بدأت القصة في عام 2011، عندما التقط صحافي صورة لجثة في مشرحة سرية بطرابلس، حيث قيل له إنها تعود للصدر.
في التحقيق، أبدى البروفيسور حسن أوغيل، أستاذ علم الكمبيوتر من جامعة برادفورد، شكوكه حول الصورة، حيث كان من المقرر تحليلها باستخدام خوارزمية متطورة.
ظل اختفاء الصدر محاطاً بالتكهنات، حيث اعتُقد أنه قُتل، بينما يعتقد آخرون أنه لا يزال حياً ومحتجزاً في ليبيا. هذا الغموض منح الصدر مكانة أسطورية في أذهان أتباعه، خاصةً في سياق الحديث عن الإمام الغائب في المذهب الشيعي.
تعود أحداث اختفاء الصدر إلى 25 أغسطس 1978، عندما سافر إلى ليبيا بدعوة من العقيد معمر القذافي.
كان الصدر يسعى للحصول على دعم القذافي لحماية المدنيين اللبنانيين، وفي 31 أغسطس، شوهد الصدر وهو يُقاد بعيداً عن فندق في طرابلس، واختفى أثره بعد ذلك، بينما زعمت أجهزة الأمن الليبية أنه غادر إلى روما، وهو ما أثبتت التحقيقات عدم صحته.
في عام 2011، تلقى الصحافي قاسم حمد معلومات سرية عن الصدر، حيث وجد سبع عشرة جثة محفوظة في غرفة تبريد، واحدة منها فقط تشبه الصدر.
وقد لاحظ قاسم أن الجثة كانت طويلة القامة، وهو ما يتوافق مع طول الصدر المعروف، كما أشار إلى أن الجمجمة بدت وكأنها تعرضت لضربة قوية، مما يثير تساؤلات حول سبب الوفاة.
تم إرسال الصورة إلى فريق في جامعة برادفورد، الذي كان يعمل على تطوير خوارزمية تُعرف بـ”التعرف العميق على الوجه”.
قارن الفريق الصورة بأربع صور لموسى الصدر في مراحل مختلفة من حياته، حصلت الصورة على نتيجة في الستينيات، مما يشير إلى احتمال مرتفع بأنها تعود للصدر. كما أظهرت المقارنات مع صور أفراد عائلته نتائج أفضل.
وفي مارس 2023، سافر معدّ التقرير إلى ليبيا للبحث عن الجثة والتحدث مع شهود محتملين.
ومع ذلك، واجه الفريق صعوبات كبيرة، حيث تعرضوا للاعتقال من قبل جهاز المخابرات الليبية بعد تصوير المبنى الذي يُعتقد أنه يحتوي على المشرحة، وبعد ستة أيام من الاحتجاز، أُفرج عنهم..
تظل قصة موسى الصدر محاطة بالغموض، حيث تتأرجح بين فرضية مقتله في ليبيا واعتقاد أتباعه بأنه لا يزال على قيد الحياة.
ليبيا تستأنف ترحيل المهاجرين غير الشرعيين من النيجر بعد توقف لسنوات
