أعاد تحقيق صحفي دولي تسليط الضوء على البعد العابر للحدود في الحرب السودانية، بعد توثيقه مشاركة مقاتلين كولومبيين إلى جانب قوات “الدعم السريع” في المعارك الدائرة، ولا سيما في إقليم دارفور، في حين نفت “الدعم السريع” صحة التقارير ووصفتها بالمفبركة.
والتحقيق، الذي أعدته وكالة فرانس برس، تتبع شبكة تجنيد تمتد من أميركا الجنوبية إلى غرب السودان، موثقا انتقال مئات الجنود الكولومبيين السابقين إلى ساحات القتال منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني و”الدعم السريع” قبل أكثر من عامين.
خلص التحقيق تلقى المرتزقة وعودا مالية وصلت إلى ما بين 2500 و4 آلاف دولار شهريا، أي أضعاف ما كانوا يحصلون عليه في معاشاتهم العسكرية داخل كولومبيا.
واستندت الوكالة في تحقيقها إلى مقابلات مع مقاتلين سابقين وأفراد من عائلاتهم، إضافة إلى مراجعة سجلات شركات وتحديد مواقع جغرافية لمقاطع مصورة من ساحات المعارك، ما أظهر وجود مقاتلين كولومبيين في بعض أعنف المواجهات التي شهدها إقليم دارفور، بما في ذلك محيط مدينة الفاشر.
وتشير المعلومات إلى أن شبكة التجنيد سعت إلى ضم نحو 2500 مقاتل إلى صفوف “الدعم السريع”، بإشراف ضباط كولومبيين سابقين، أحدهم يخضع لعقوبات أميركية بسبب دوره في هذا النشاط. كما أفادت تقارير سودانية موالية للجيش بمقتل عشرات الكولومبيين خلال المعارك.
وفي التاسع من ديسمبر فرضت الولايات المتحدة عقوبات على أربعة كولومبيين وشركاتهم، متهمة إياهم بالضلوع في تشغيل شبكة دولية لتجنيد مقاتلين ونقلهم إلى السودان، وربطت واشنطن بين مشاركة هؤلاء المقاتلين والسيطرة التي حققها “الدعم السريع” على مدينة الفاشر في نهاية أكتوبر بعد حصار استمر أكثر من 18 شهرا.
وتزامن سقوط الفاشر مع تقارير حقوقية عن عمليات قتل جماعي واختطاف واغتصاب، خصوصا في مخيم زمزم للنازحين شمال دارفور، حيث قتل أكثر من ألف مدني ونزح مئات الآلاف، في أحداث وصفها ناجون بأنها “مجازر على أسس عرقية”، وتظهر مقاطع فيديو، جرى التحقق من صحتها، وجود مقاتلين أجانب يقودون مركبات داخل المخيم المدمر قبيل الهجوم.
في المقابل، نفت “قوات الدعم السريع” بشكل قاطع الاتهامات المتعلقة باستخدام مرتزقة أجانب، واعتبرتها جزءا من حملة تضليل إعلامي، في وقت أقرت وزارة الخارجية الكولومبية بأن عددا غير محدد من مواطنيها “تعرضوا للخداع” عبر شبكات اتجار بالبشر، أوهموا بفرص عمل قبل نقلهم إلى مناطق النزاع في السودان.
وتكشف هذه المعطيات عن تصاعد تدويل الحرب السودانية، مع دخول عناصر أجنبية على خط الصراع، في وقت تتفاقم فيه الكلفة الإنسانية للنزاع، وسط تحذيرات متزايدة من اتساع رقعة الانتهاكات وغياب أفق سياسي لإنهاء الحرب.
ليبيا.. العثور على جثمان قبطان سوداني قائد مركب مصري
