كشفت نتائج تحقيق غربي مشترك، نشرتها شبكة CNN الأميركية، عن أدلة وصفتها الشبكة بالموثوقة على تورط وحدات من الجيش السوداني في ارتكاب انتهاكات خطيرة بحق مدنيين في ولاية الجزيرة، وصفت بأنها ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وبحسب التحقيق، الذي استند إلى مواد مصورة وشهادات لضحايا ومصادر من داخل المؤسسة العسكرية، شهدت مناطق في ولاية الجزيرة عمليات قتل جماعي على أساس عرقي، إضافة إلى إعدامات ميدانية خارج نطاق القانون، بعد انسحاب قوات الدعم السريع من بعض المناطق.
وأشار التحقيق إلى توثيق إلقاء جثث ضحايا في قنوات مائية ومقابر جماعية، إلى جانب ممارسات وصفت بأنها ممنهجة، نفذت في سياق حملة عسكرية قيل إن أوامرها صدرت من مستويات قيادية عليا داخل الجيش، مع مشاركة عناصر مرتبطة بالحركة الإسلامية تمارس نفوذًا داخل المؤسسة العسكرية.
وفي تعليق على التحقيق، قال الباحث والكاتب السياسي السوداني شوقي عبد العظيم، في تصريحات صحفية، إن ما ورد في تقرير CNN يجمع ويوثق مواد سبق تداولها بشكل متفرق، لكنه يضعها ضمن إطار توثيقي يجعل إنكارها أكثر صعوبة.
وأوضح أن التحقيق يعزز المخاوف المتعلقة بتأثير هذه الانتهاكات على صورة الجيش السوداني لدى المجتمع الدولي، خاصة في ظل ظهور تسجيلات توثق عمليات إعدام وقتل خارج الأطر القانونية.
وأشار عبد العظيم إلى أن التحقيق يستند إلى إفادات من قيادات عسكرية وعناصر تقاتل إلى جانب الجيش، إضافة إلى شهادات مدنيين، معتبرًا أن ذلك يضع المؤسسة العسكرية أمام ضغوط متزايدة للمساءلة.
كما لفت إلى أن الانتهاكات الموثقة لم تقتصر على ولاية الجزيرة، بل تكررت في مناطق أخرى مثل الخرطوم وسنار، بحسب ما أورد التحقيق.
وفي ختام تصريحاته، دعا عبد العظيم إلى فتح تحقيقات دولية مستقلة في هذه الوقائع، محذرًا من أن استمرار غياب المحاسبة قد يؤدي إلى إبقاء السودان تحت دائرة الإدانة الدولية، في حال عدم التعامل الجدي مع هذه الاتهامات.
ارتفاع التبادل التجاري بين مصر ودول الاتحاد الإفريقي إلى 9.9 مليار دولار في 2024
