أعلنت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) أن ما يقرب من 282 مليون شخص حول العالم يواجهون خطر الجوع الحاد، بسبب التأثيرات السلبية المحتملة لظاهرة “لا نينيا” المناخية.
وصرح مدير مكتب الفاو في جنيف، دومينيك بورغيون، في مؤتمر صحفي عقده أمس الجمعة، بأن هذا العدد مرشح للزيادة، وأشار إلى توقعات بنسبة 71% لظهور ظاهرة “لا نينيا” بين سبتمبر ونوفمبر 2024، مع احتمال استمرارها حتى مارس 2025.
وأضاف بورغيون أن هذه الظاهرة تأتي في أعقاب واحدة من أقوى حالات ظاهرة ‘إل نينيو’ المسجلة، والتي تسببت في ارتفاع درجات الحرارة واضطراب نمط هطول الأمطار، مما أدى إلى كوارث مناخية مدمرة في مناطق مثل جنوب إفريقيا والقرن الإفريقي.
وحذرت الفاو من أن استمرار الأحداث المناخية المتطرفة يعكس مسار التقدم التنموي الذي تحقق على مدى سنوات، وأوضحت أن ذلك سيؤدي إلى ارتفاع أسعار الغذاء وتفاقم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية.
كما أشارت المنظمة إلى أن الفيضانات والأعاصير المدمرة في دول مثل ميانمار وفيتنام ونيجيريا أسفرت عن خسائر بشرية ومادية هائلة، ما يؤكد هشاشة المناطق المتأثرة بالتغيرات المناخية.
وأكدت الفاو أن النظم الزراعية والغذائية، بحساسيتها الكبيرة تجاه التغيرات المناخية، تواجه تدهورا في التربة وموارد المياه، ويزيد من صعوبة ممارسة الزراعة ويعمّق أزمة الجوع والفقر.
ودعت المنظمة الأممية إلى ضرورة تبني نهج أكثر استباقية في مواجهة الكوارث، مع التركيز على أنظمة الإنذار المبكر وآليات التمويل المرنة.
وأشادت الفاو بالنجاح الذي حققته التدابير الاستباقية في مواجهة ظاهرة “إل نينيو” الأخيرة، والتي ساهمت في حماية 1.7 مليون مزارع في 24 دولة، وشددت على أهمية استمرار هذا النهج لضمان تقليل الآثار الاقتصادية للأزمات المناخية.
وتتميز ظاهرة “لا نينيا” بانخفاض غير معتاد في درجات حرارة مياه المحيط الهادئ، ما يؤدي إلى اضطرابات مناخية تشمل الجفاف والفيضانات والأعاصير، وهذه الظواهر تسهم في تفاقم أزمة الأمن الغذائي في العديد من المناطق العالمية.
وتُعد هذه الظاهرة جزءا من دورة مناخية تعرف باسم “ENSO” (التذبذب الجنوبي للنينو)، وتعتبر العكس لظاهرة “إل نينيو” التي تتميز بارتفاع درجات حرارة المحيطات في نفس المنطقة.
وتؤثر “لا نينيا” بشكل كبير على أنماط الطقس العالمية، حيث تؤدي إلى فصول شتاء أكثر برودة ورطوبة في مناطق مثل شمال الولايات المتحدة وكندا، بينما تتسبب في جفاف غير طبيعي في جنوب الولايات المتحدة وأجزاء من أمريكا الجنوبية.
وتحدث ظاهرة “لا نينيا” بشكل غير منتظم، ويمكن أن تتكرر كل سنتين إلى سبع سنوات وتستمر لمدة تتراوح بين 9 إلى 12 شهرا، وأحيانا تمتد لعدة سنوات، ومن أبرز السنوات التي حدثت فيها ظاهرة “لا نينا” بين عامي 2020 -2022 وكان لها تأثيرات كبيرة على الطقس في مختلف المناطق.
ليبيا.. حماد يؤكد استمرار إعادة إعمار درنة في الذكرى الأولى لكارثة “دانيال”