حذر الخبير الألماني والمبعوث الخاص السابق للأمم المتحدة إلى السودان، فولكر بيرتس، من تفاقم الوضع الإنساني في السودان، مشيراً إلى أن المجاعة تلوح في الأفق.
وفي تصريحاته للقناة الثانية بالتلفزيون الألماني “ZDF”، أوضح بيرتس أن “الوضع يزداد سوءاً لأن المجاعة تلوح في الأفق”، وأضاف أن 18 مليون شخص، أي ما يقرب من نصف سكان السودان، مهددون بالجوع الحاد.
وقال بيرتس “كل يوم يموت أربعة أو خمسة أطفال من الجوع، وهذا العدد سيزداد في الأسابيع والأشهر القادمة”.
وأشار بيرتس إلى أن موسم الحصاد في السودان يبدأ فعلياً في هذا الوقت من السنة، غير أن الحرب حالت دون تسليم البذور اللازمة للزراعة.
ورغم مطالب مجلس الأمن الدولي بوقف القتال، إلا أن الجانبين تجاهلا تلك المطالب، وأضاف بيرتس أن قوات الدعم السريع تسمح لجنودها بنهب المدن التي يستولون عليها وقتل واغتصاب السكان، وقال إن “الجيش لديه في الأساس قوة جوية تقصف دون اعتبار السكان المدنيين”.
وأكد بيرتس أن السبيل الوحيد لإيصال المساعدات إلى السكان هو ممارسة “ضغط كبير على طرفي الصراع”، مشيراً إلى ضرورة فرض هدنة محلية على الأقل في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.
وحذر الخبراء الحقوقيون المستقلون لدى الأمم المتحدة من أن طرفي النزاع في السودان يستخدمان التجويع سلاحاً في الحرب، واتهموا حكومات أجنبية تقدم لهما الدعم العسكري بـ”التواطؤ” في ارتكاب جرائم حرب.
وأشار الخبراء إلى أن أكثر من 25 مليون مدني يعانون من الجوع ويحتاجون إلى المساعدات بشكل عاجل، وسط تحذيرات من مجاعة محدقة.
وشدد الخبراء على أن الحكومات الأجنبية التي تقدم دعماً مالياً وعسكرياً للطرفين في النزاع متواطئة في التجويع والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب، ولم يذكر الخبراء أسماء هذه الدول، لكنهم دعوا طرفي النزاع إلى الاتفاق على وقف فوري لإطلاق النار والدخول في مفاوضات سياسية شاملة، كما دعوا المجتمع الدولي إلى “تسريع التحرّك الإنساني” ورفع معاناة الملايين من السودانيين الذين يعانون من المجاعة.
وكانت عدة دول قد تعهدت خلال مؤتمر مانحين في العاصمة الفرنسية باريس في أبريل الماضي بتقديم مساعدات للسودان بقيمة تزيد عن ملياري يورو، حيث تعهدت ألمانيا بتقديم 244 مليون يورو للسودان وجيرانه.
موت العشرات من السودانيين في رحلة الهروب إلى مصر