تونس تحذر من عودة المقاتلين التونسيين من سوريا بعد سقوط نظام الأسد، داعية السلطات إلى اتخاذ الحذر والتخطيط الحكيم للتعامل مع هؤلاء المقاتلين خشية تهديداتهم الأمنية.
وتصاعدت التحذيرات في تونس بشأن المخاطر المرتبطة بعودة المقاتلين التونسيين الذين انضموا إلى الجماعات المسلحة في سوريا بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.
وأشار “المرصد الوطني للدفاع عن مدنية الدولة” إلى العودة الكثيفة لهؤلاء المقاتلين، الذين تم تسفيرهم من تونس بطرق مختلفة وتم إطلاق سراحهم من السجون السورية، محذراً من أن الوضع في الشرق الأوسط لا يخلو من أخطار على تونس.
وحذر البيان السلطات التونسية من اتخاذ الحذر الشديد عند التعامل مع هؤلاء المقاتلين، ليس فقط بسبب التطرف الديني العنيف الذي يمثلونه، بل أيضاً لاحتمال قيامهم بمهمات لصالح أطراف استعمارية. وأضاف البيان أنه على السلطات التخطيط الحكيم لمواجهة هذا التحدي.
وتقدر السلطات الأمنية التونسية عدد المقاتلين التونسيين الذين انضموا للجماعات المسلحة في سوريا بنحو ألفي شخص، غير واضح ما إذا كانوا سيعودون بعد سقوط نظام الأسد.
ووصف المحلل السياسي التونسي، نبيل الرابحي، قضية تسفير الشباب التونسي بأنها “ملف شائك” بسبب تضارب الأرقام حول العدد الفعلي للمقاتلين.
ودعا الرابحي إلى التعاون مع “مؤتمر أصدقاء سوريا” الذي منح الضوء الأخضر لتسفير هؤلاء الشباب، مشيراً إلى أن هذه القضية أصبحت ملفاً سياسياً حساساً.
وأكد أن الشباب التونسي تم تسفيرهم إلى مخيمات التدريب في ليبيا ومن ثم إلى تركيا ومن هناك إلى سوريا للقتال مع الجيش الحر والجماعات المتشددة، بما في ذلك تنظيم داعش الإرهابي.
من جهته، أشار المحلل السياسي محمد صالح العبيدي إلى المخاوف المشروعة التي عبر عنها المرصد بعد فتح السجون في سوريا وإطلاق سراح المقاتلين.
وقال العبيدي إنه يجب على السلطات التونسية فتح خطوط تواصل مباشرة مع السلطات الجديدة في دمشق من أجل التنسيق في هذا الملف وغيره، مضيفاً أن الخطر الذي يشكله هؤلاء المقاتلون لا يقتصر على تونس فقط بل يشمل شمال إفريقيا ككل، مع احتمال أن تكون وجهتهم المفضلة ليبيا بالنظر إلى الوضع المضطرب هناك.
جولة تفقدية ليلية لرئيس الوزراء الليبي أسامة حماد على مشروعات إعادة إعمار بنغازي (صور)