حذر مختصون في قطاع الصحة بمصر من الارتفاع المقلق في معدلات الولادة القيصرية، مؤكدين أنها تجاوزت النسب العالمية بكثير وتحولت إلى “تجارة” في بعض الحالات، ما دفع وزارة الصحة إلى تشديد القيود على إجرائها وحصرها في الحالات الطبية الضرورية.
وتشير بيانات المجلس القومي للسكان إلى أن مصر تصدرت دول العالم عام 2021 بنسبة قياسية بلغت 72% من إجمالي الولادات، مقارنة بنسبة عالمية مثالية لا تتجاوز 10%.
وتعود هذه الزيادة إلى التحول التدريجي منذ مطلع الألفية، حيث ارتفعت النسبة من 28% في عام 2008 إلى أكثر من النصف في 2014، قبل أن تصل إلى معدلاتها الحالية.
وأوضح الدكتور خالد أمين، مساعد أمين عام نقابة الأطباء واستشاري النساء والتوليد، أن دوافع اللجوء للقيصرية تشمل رغبة بعض الأمهات في تجنب آلام الولادة الطبيعية، وضعف الوعي بالمخاطر الصحية على المدى الطويل، إلى جانب العائد المادي الكبير الذي يحصل عليه الأطباء من هذه العمليات.
وأكد أن الولادة الطبيعية تمنح فوائد صحية للأم والمولود، منها تحسين قوة عضلات الرحم والحوض، وتعزيز أداء المولود، إضافة إلى إفراز هرمونات تسهل عملية الوضع وتسرع التعافي.
واقترح أمين إعادة الاستعانة بـ”الداية” – القابلة التقليدية – لمرافقة النساء في الساعات الطويلة التي تستغرقها الولادة الأولى، على أن يتدخل الأطباء في حال تعسر الوضع فقط، وهو ما اعتبره خطوة لتخفيف الضغط على الأطباء وتقليل الميل نحو القيصرية.
كما دعا إلى إنشاء وحدات ولادة طبيعية آمنة داخل المستشفيات، وتوفير تجهيزات مثل أجهزة متابعة نبض الجنين ومسكنات الألم، مع رفع أجور الأطباء في حالات الولادة الطبيعية لتقترب من مقابل إجراء القيصرية، إلى جانب تفعيل لجان طبية لمراجعة قرارات الولادة وضمان التزامها بالبروتوكولات الصحية.
قناة السويس ترد على طلب ترامب بإعفاء السفن الأمريكية
