05 ديسمبر 2025

في حوار مع “أخبار شمال إفريقيا”، سلط الدكتور محمد الطماوي، خبير الاقتصاد السياسي والعلاقات الدولية، الضوء على التحديات الجوهرية التي تعيق التوصل إلى اتفاق في أزمة غزة، وموقف مصر الثابت في دعم القضية الفلسطينية، إلى جانب جهودها الإنسانية لتخفيف معاناة سكان القطاع.

يواجه المشهد التفاوضي عقبات كبيرة، أبرزها الموقف الإسرائيلي الذي يربط أي اتفاق بشروط أمنية وعسكرية تمس جوهر السيادة الفلسطينية، مع رفض الالتزام بجدول زمني واضح للانسحاب الكامل من قطاع غزة.

كما تفرض إسرائيل شروطاً معقدة في ملف تبادل الأسرى، بهدف تحقيق مكاسب ميدانية دون ضمان الحقوق الفلسطينية.

وتشمل التحديات أيضاً خلافات حول ضمانات ما بعد الاتفاق، سواء فيما يتعلق بإعادة الإعمار أو آليات الإشراف الدولي على تنفيذ الاتفاق.

مصر، من جانبها، تتبنى موقفاً ثابتاً يرفض أي حلول مبتسرة أو مشوهة للقضية الفلسطينية، وتصر على أن أي اتفاق يجب أن يضمن وقفاً دائماً لإطلاق النار، وانسحاباً كاملاً من القطاع، وإطلاق عملية سياسية شاملة تؤدي إلى حل الدولتين.

ويؤكد د. الطماوي أن مصر تدرك أن أي تسوية منقوصة ستعيد إنتاج الأزمة، ولذلك تعمل على صياغة إطار يوازن بين المتطلبات الإنسانية والسياسية والأمنية.

تصدر الأزمة الإنسانية في غزة الاهتمام العالمي، حيث تشهد المنطقة كارثة غير مسبوقة، مع تقديرات تشير إلى أكثر من 60 ألف شهيد، ونزوح ما يزيد عن مليون و900 ألف شخص، وانهيار شبه كامل للبنية التحتية الصحية والتعليمية.

ويعتمد أكثر من 80% من سكان القطاع على المساعدات الغذائية، وتظل مصر بوابة غزة الإنسانية، حيث استقبلت عبر معبر رفح آلاف الجرحى للعلاج في مستشفياتها، وأدخلت مئات الآلاف من الشحنات المحملة بالأدوية والغذاء والمستلزمات العاجلة.

وتنسق القاهرة مع الأمم المتحدة ودولة قطر للضغط من أجل رفع القيود الإسرائيلية على إدخال المساعدات وفتح ممرات إنسانية آمنة، مؤكدة أن إنقاذ الأرواح أولوية لا تقبل المساومة.

فيما يتعلق بمدة الأزمة، يرى د. الطماوي أن إنهاءها يبقى رهناً بمدى استعداد إسرائيل لقبول اتفاق شامل.

ويشير إلى أن التعنت الإسرائيلي غالباً ما يطيل أمد الصراع، لكن التحركات المصرية والقطرية، بدعم من واشنطن وبعض العواصم الأوروبية، تمارس ضغوطاً غير مسبوقة، مما يفتح نافذة زمنية قد تتيح خلال الأيام القليلة المقبلة التوصل إلى تفاهم نهائي إذا تم تجاوز العقبات الجوهرية.

وعن الطرح الإسرائيلي لتهجير سكان غزة، أكد د. الطماوي أن مصر واجهت هذا المخطط بحزم منذ بداية الحرب، معتبرة أن التهجير الجماعي يشكل سابقة خطيرة تهدد الأمن القومي المصري.

وقد أعلنت القاهرة، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن هذا الطرح يمثل خطاً أحمر لن يُسمح بتجاوزه. ومن خلال قنواتها السياسية والدبلوماسية، نجحت مصر في إسقاط هذه الفكرة دولياً، مما دفع أطرافاً غربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، إلى التراجع عن دعم هذا السيناريو.

وأمام الرفض الإقليمي والدولي الواسع، وجدت إسرائيل نفسها أمام جدار من المعارضة لأي ترتيبات تمس الديمغرافية أو الهوية الفلسطينية للقطاع.

ويؤكد د. الطماوي أن مصر نجحت في تفادي مخطط التهجير، مثبتة أن قوتها السياسية لا تقتصر على التفاوض، بل تمتد إلى حماية الثوابت الوطنية والقومية، ما يعزز دورها كفاعل رئيسي في دعم القضية الفلسطينية واستقرار المنطقة.

القضاء المصري يبرئ محمد رمضان من تهم “إهانة العلم” والإساءة للرموز الوطنية

اقرأ المزيد