05 ديسمبر 2025

أُعلن عن تحالف غير متوقع بين ريك مشار وحركة جبهة الخلاص الوطني في جنوب السودان، مما يثير تساؤلات حول مستقبل التسوية السياسية، وشهد التحالف هجمات على الجيش الحكومي، ويعكس استمرار الخلافات حول تنفيذ اتفاقيات السلام.

شهدت الساحة السياسية في جنوب السودان تطوراً مفاجئاً بإعلان تحالف استراتيجي بين رياك مشار، النائب الأول لرئيس الجمهورية الخاضع للإقامة الجبرية، وحركة جبهة الخلاص الوطني بقيادة الجنرال توماس سريلو.

هذا التحالف يهدد بإعادة رسم خريطة التحالفات ويعكس تدهوراً خطيراً في عملية السلام الهشة.

وتجسد هذا التحالف عملياً عبر تنسيق عسكري بين الطرفين، حيث شنّت القوات المشتركة هجمات على مواقع الجيش الحكومي في مناطق غرب الاستوائية ومحيط العاصمة جوبا.

وشملت العمليات العسكرية قواعد حكومية في ليبوغو ولاسو بمقاطعة ياي الجنوبية، مما أثار مخاوف جدية حول استقرار الاتفاقية السلامية.

وبرر الجنرال توماس سريلو هذا التحالف بأنه “رد مباشر على الهجمات الحكومية التي استهدفت معسكرات قوات المعارضة”، مشيراً إلى أن الهدف الاستراتيجي هو “إنقاذ البلاد من النظام الحالي وتحقيق سلام عادل”.

ودعا إلى الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين السياسيين، بما فيهم رياك مشار، لتهيئة بيئة مناسبة للحوار الوطني.

ورداً على هذه التطورات، أعلنت المعارضة عن تشكيل هياكل حكومية مستقلة في إقليمي أعالي النيل والاستوائية، حيث عينت حكاماً ومحافظين في مناطق سيطرتها، في خطوة تعكس سعيها لتعزيز نفوذها وإدارة الشؤون المحلية بشكل منفصل عن الحكومة المركزية.

ويرى مراقبون أن هذا التحالف يمثل مؤشراً واضحاً على انهيار الاتفاقية المنشطة، خاصة بعد الهجمات الحكومية على مواقع تجمع قوات المعارضة.

ويشير الكاتب الصحفي فولينو أكوت إلى أن “هذا التحالف قد يتطور إلى تحالف سياسي أوسع يشمل بقية القوى السياسية في الخارج”، معتبراً أن الحكومة في جوبا “تتحمل المسؤولية الكاملة عن ذلك”.

وتفاقمت الأزمة بسبب إجراءات الحكومة التي شملت إعفاء جميع حكامها وقياداتها البرلمانية السابقين في الحكومة، وهي خطوة اعتبرتها المعارضة محاولة لتهميشها سياسياً.

كما اتهمت المعارضة وزير السلام الحالي استيفن فار كوال بالعمل على تقويض نفوذها عبر دعم انقسامات داخل صفوفها.

هذا التحالف الجديد يضع عملية السلام على مفترق طرق حرج، ويهدد بإعادة البلاد إلى دوامة العنف، في وقت تشتد فيه الحاجة إلى حلول سياسية شاملة تحقق الاستقرار والعدالة لشعب جنوب السودان.

وكالة أمريكية تقدم 5 ملايين دولار لدعم اللاجئين السودانيين في ليبيا

اقرأ المزيد