08 ديسمبر 2025

تشهد مالي توتراً جديداً بعد إعلان قادة أزواد تأسيس ائتلاف “القوى من أجل الجمهورية” بقيادة محمود ديكو من الجزائر، في خطوة تعكس تصاعد الخلاف بين باماكو والجزائر بعد انسحاب مالي من اتفاق السلام وتدهور العلاقات بين البلدين.

عاد الملف المالي إلى الواجهة بتطور لافت، بعد إعلان عدد من قيادات الحركات الأزوادية، الجمعة، إطلاق تحالف سياسي جديد يحمل اسم “ائتلاف القوى من أجل الجمهورية”، واختيار رجل الدين البارز محمود ديكو لقيادته، وهو المقيم في الجزائر منذ نهاية عام 2021.

تأسيس هذا التحالف جاء في وقت تعيش فيه العلاقات بين باماكو والجزائر واحدة من أسوأ مراحلها، ما يمنح الخطوة أبعاداً سياسية تتجاوز إطار المعارضة الداخلية إلى رسائل إقليمية واضحة.

فإعلان التكتل من الأراضي الجزائرية بدا إشارة مباشرة إلى رغبة الجزائر في إعادة خلط الأوراق داخل مالي، خصوصاً بعد فقدانها دور الوسيط الرئيس في الأزمة عقب انسحاب المجلس العسكري المالي من اتفاق الجزائر للسلام مطلع 2024.

البيان التأسيسي للتحالف حمل نبرة تصعيدية ضد السلطة الانتقالية في باماكو، ووصف وضع البلاد بأنه “دولة ضعيفة ومؤسسات منهارة وشعب يتألم”. وطالب الجيش بما سماه “عصياناً أخلاقياً” تجاه أوامر تؤدي بالجنود إلى الهلاك في عمليات “بلا رؤية أو إمكانات”، داعياً إلى حوار وطني يشمل كل الأطراف، بما فيها الجماعات المسلحة الوطنية.

ويرى مراقبون أن لهجة البيان تعكس رغبة واضحة من قادة الائتلاف في استثمار التوتر الداخلي، فيما يمنح وجودهم في الجزائر انطباعاً بأن هذا التحرك يحظى بدعم غير مباشر من السلطة الجزائرية في ظل القطيعة الدبلوماسية المتصاعدة مع باماكو.

وتعمّقت الأزمة بين البلدين بعد سلسلة من الأحداث، أبرزها انسحاب مالي من اتفاق السلم الموقع في الجزائر عام 2015، ثم حادثة إسقاط الجيش الجزائري لطائرة مسيّرة مالية قرب الحدود نهاية مارس الماضي، والتي وصفتها باماكو بـ”الاعتداء المباشر”، فيما قالت الجزائر إن الطائرة انتهكت مجالها الجوي مراراً.

وبخلاف البعد السياسي، تشير تحليلات إلى أن التحرك الجزائري يرتبط أيضاً بملف الطوارق، إذ تخشى الجزائر أن تؤدي سياسات باماكو العسكرية إلى تصاعد مطالب الطوارق في مالي، بما قد ينعكس على جنوب الجزائر نفسه.

ومن هنا يُنظر إلى دعم هذا التكتل الجديد كجزء من محاولة جزائرية لإعادة ضبط التوازن داخل المشهد المالي، واستعادة جزء من نفوذها في الساحل.

بهذا الإعلان، تدخل مالي مرحلة جديدة من التجاذب السياسي، في حين يبدو أن تأثيرات الخطوة ستمتد خارج حدودها لتشمل مستقبل العلاقة المتوترة مع الجزائر وديناميات الصراع في منطقة الساحل.

تراجع طفيف للمنتخب المغربي في تصنيف “الفيفا” رغم تألقه

اقرأ المزيد