كشف تحالف دول الساحل (مالي، بوركينا فاسو، النيجر) عن نيته تقديم مذكرة اتهام لمحكمة العدل الدولية ضد أوكرانيا وفرنسا بتهمة دعم الجماعات الإرهابية، ويأتي ذلك وسط تصاعد الهجمات الإرهابية في المنطقة.
في تطور غير مسبوق، أعلن تحالف دول الساحل المكون من مالي وبوركينا فاسو والنيجر عن نيته رفع دعوى قضائية ضد أوكرانيا وفرنسا أمام محكمة العدل الدولية، متهماً إياهما بدعم الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل.
جاء الإعلان خلال اجتماع استثنائي لوزراء العدل في الدول الثلاث بالعاصمة المالية باماكو، حيث أكد المسؤولون أن القرار يأتي استناداً إلى “أدلة دامغة” على تورط عناصر من البلدين في تدريب وتسليح الجماعات المسلحة.
وصرح الفريق محمد تومبا، القائم بأعمال رئيس وزراء النيجر، بأن “التحالف يمتلك أدلة تثبت تورط أوكرانيا وفرنسا في دعم الإرهابيين الذين ينشرون الفوضى في منطقتنا”، مشيراً إلى أن الشكوى ستركز على الدور المزعوم للبلدين في توفير الأسلحة والتدريب للجماعات المسلحة في مالي وليبيا والسودان.
كما قرر التحالف تقديم شكاوى منفصلة ضد وسائل إعلام فرنسية، بما فيها قنوات “فرانس 24″ و”آر أف آي” و”تي في 5 موند”، متهماً إياها بـ”تمجيد الإرهاب” في تغطيتها للأحداث في المنطقة.
وتعود جذور هذه المواجهة إلى تقارير استخباراتية كشف عنها الجيش المالي في يونيو الماضي، أشارت إلى وجود مدربين أوكرانيين وفرنسيين بين صفوف الجماعات المسلحة في شمال مالي.
واتهمت السلطات المالية أوكرانيا بدور رئيسي في عمليات تهريب الأسلحة، بما في ذلك طائرات مسيرة من طراز “مافيك” إلى الجماعات الإرهابية.
ووفقاً لتقارير إعلامية واستخباراتية، فإن الاتهامات تركز على دور الملحق العسكري الأوكراني في الجزائر وموريتانيا، الذي يشتبه في تورطه بتنظيم شبكة لتهريب الطائرات المسيرة والأسلحة إلى الجماعات المسلحة عبر الحدود الموريتانية والجزائرية.
كما أشارت تقارير إلى وصول أكثر من 20 طائرة مسيرة أوكرانية الصنع إلى ليبيا تحت إشراف دبلوماسي أوكراني.
وأثارت هذه الاتهامات تحركات سريعة من عدة أطراف دولية، حيث فتح النائب العام الليبي تحقيقاً عاجلاً في القضية، بينما أعلنت القيادة الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم) عن فتح تحقيق منفصل.
من جهتها، أحالت الجزائر بلاغاً رسمياً إلى المجلس الأعلى للأمن يتهم الملحق العسكري الأوكراني بأنشطة غير قانونية، مما قد يؤدي إلى إعلانه “شخصاً غير مرغوب فيه”.
ويُعد هذا التصعيد القانوني والدبلوماسي سابقة في علاقات الدول الإفريقية مع القوى الدولية، حيث يمثل تحولاً جذرياً في التعامل مع قضايا الإرهاب والأمن الإقليمي.
وتأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه منطقة الساحل تصاعداً غير مسبوق في الهجمات الإرهابية، مما يضع المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي لإثبات نواياه في مكافحة الإرهاب.
روسيا تدعو إلى رفع حظر الأسلحة عن جنوب السودان لبناء جيش وطني
