05 ديسمبر 2025

في تصعيد ميداني يعكس تحولا مقلقا في خريطة الصراع بشمال مالي، نفذت عناصر من “جبهة تحرير أزواد” بالتنسيق مع جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” المرتبطة بتنظيم القاعدة، هجوما مشتركا استهدف رتلا عسكريا ماليا في منطقة ألكيت الواقعة بين مدينتي كيدال وأنفيس، ما يؤشر على تطور نوعي في التعاون بين الحركتين، من التعايش إلى العمليات المشتركة ضد الجيش المالي.

وبحسب بيان أصدرته “جبهة تحرير أزواد”، أسفر الهجوم عن “مقتل كامل أفراد الرتل العسكري المؤلف من أربع آليات”، دون تحديد عدد القتلى بدقة، وفي المقابل، اكتفت القوات المسلحة المالية بالإقرار بوقوع “اشتباكات عنيفة” دون إعلان حصيلة للخسائر.

ورد الجيش المالي على الهجوم بشن غارة بطائرة مسيّرة، استهدفت مواقع للمتمردين، إلا أن بيانا لاحقا لحركة أزواد أشار إلى أن الضربة “أخطأت أهدافها”.

ووصف الخبير العسكري في الشأن الإفريقي، عمرو ديالو الهجوم بأنه “دليل على نضوج التحالف الميداني بين الانفصاليين في أزواد والجماعة الجهادية”، لكنه أشار في تصريح لموقع إرم نيوز إلى أن هذا التحالف “لم يُختبر بعد أمام تحديات بنيوية، مثل تقاسم النفوذ أو أسر كبار القادة من أحد الطرفين”.

ووفقا لديالو، فإن الهجوم الأخير يثبت أن “كلا الطرفين يمتلكان قدرة متقدمة على المناورة، وقد باتا قادرين على استهداف قواعد عسكرية كبرى وحتى أرتال مشتركة بين الجيش المالي ووحدات من الفيلق الروسي‑الإفريقي”.

ويرى المحلل السياسي قاسم كايتا أن التحالف بين “أزواد” و”نصرة الإسلام والمسلمين” “تحالف هشّ بطبيعته، وقد ينهار إذا لم يتوافق الطرفان على شكل الحكم في مناطق نفوذهما: هل هو مدني انفصالي أم إسلامي متشدد؟”.

وشهدت مالي خلال الأعوام الثلاثة الماضية تصاعدا لافتا في وتيرة الهجمات المسلحة التي تقودها جماعات انفصالية وجهادية، إذ سُجل عام 2023 وحده أكثر من 1,400 هجوم مسلح وفقا لبيانات ACLED، مما أدى إلى مقتل ما يزيد عن 4,000 شخص، بينهم جنود ومدنيون.

وصول قافلة وقود حيوية إلى مالي وسط تصاعد التحديات الأمنية

اقرأ المزيد