الأمم المتحدة أعلنت أن اللاجئين السودانيين الفارين من الحرب عالقين على الحدود مع جنوب السودان، بعد أن علقت المنظمات الدولية عملية نقلهم إلى مناطق آمنة، نتيجة لتراجع التمويل الإنساني العالمي.
وتأتي هذه الانتكاسة بعد اضطراب كبير في قطاع المساعدات الإنسانية، عقب قرارات اتخذتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تقضي بإنهاء أو تقليص المساعدات الخارجية الأمريكية، علماً بأن واشنطن كانت أكبر مانح للمساعدات التنموية في العالم، كما سارت دول أوروبية على النهج ذاته، مما ضاعف من حجم الفجوة التمويلية التي تواجهها وكالات الإغاثة.
وأعلنت المنظمة الدولية للهجرة، الجمعة، أنها اضطرت منذ الأول من يونيو الجاري إلى تعليق جميع وسائل النقل، من قوارب وحافلات وطائرات، والتي كانت تُستخدم لإجلاء اللاجئين من مناطق الخطر إلى مواقع أكثر أماناً في جنوب السودان، بسبب “نفاد الأموال المتاحة”، وخصوصاً في المناطق التي يصعب الوصول إليها أو تفتقر إلى الأمن.
وفي بيان رسمي، وصفت المديرة العامة للمنظمة، إيمي بوب، هذا الوضع بأنه “غير مقبول”، قائلة: “أن يجد أناس فرّوا من ويلات الحرب أنفسهم عالقين على الحدود، بلا وسيلة للوصول إلى بر الأمان أو فرصة لإعادة بناء حياتهم، هو أمر لا يجب أن يحدث”.
وحذّرت المنظمة من أن هذه الأزمة تُلقي بثقلها على المجتمعات المحلية المستضيفة، وتزيد من مخاطر تفشي الأمراض ووقوع التوترات الاجتماعية، في ظل محدودية الموارد الأساسية مثل المياه النظيفة والخدمات الصحية والأراضي وفرص كسب العيش.
ويعيش السودان حالة حرب أهلية دامية منذ أبريل 2023، بعد اندلاع الصراع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف، ونزوح نحو 10 ملايين شخص داخلياً، إضافة إلى أربعة ملايين لاجئ فرّوا إلى دول الجوار.
وكانت جنوب السودان، التي تعاني أصلاً من أوضاع سياسية واقتصادية هشة منذ نيل استقلالها في عام 2011، إحدى الوجهات الرئيسية لهؤلاء الفارّين، وتتوقع المنظمة الدولية للهجرة أن يصل نحو 125 ألف لاجئ سوداني جديد إلى جنوب السودان بحلول نهاية هذا العام، 43 ألفاً منهم سيحتاجون إلى دعم فوري في مجال النقل.
وفي محاولة لتفادي تفاقم الأزمة، أطلقت المنظمة نداءً طارئاً لجمع 6.5 ملايين دولار من أجل استئناف خدمات النقل، وإنقاذ آلاف الأرواح من مصير مجهول على الحدود.
“إيغاد” تدعو طرفي النزاع في السودان لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار
