رحلت الكوميدية الجزائرية باية بوزار “بيونة” الثلاثاء عن 73 عاماً، وسط موجة حزن كبيرة عبّر عنها الشارع والمسؤولون، وفي مقدمتهم الرئيس عبد المجيد تبون الذي قدّم تعازيه لأسرتها والأسرة الفنية.
وجاء في رسالة الرئيس تبون أنه تلقى ببالغ الأسى نبأ وفاة الفنانة “بيونة”، داعياً المولى عز وجل أن يتغمدها برحمته الواسعة ويسكنها فسيح جناته، مؤكداً أن الجزائر فقدت برحيلها إحدى أبرز رموز الفن والإبداع، التي طبعت المشهد الثقافي لسنوات طويلة بموهبتها وتلقائيتها وحضورها الكوميدي المحبوب.
وأضاف الرئيس أن الراحلة تركت أثراً عميقاً في وجدان الجزائريين من خلال أعمال ناجحة أسعدت أجيالاً، معبّراً عن خالص تعازيه لعائلتها وللأسرة الفنية والثقافية، راجياً لهم الصبر والسلوان في هذا المصاب الجلل.
وبيونة التي بدأت مسيرتها في سن مبكرة على خشبة المسرح، سرعان ما مدّت حضورها إلى التلفزيون والسينما، ثم إلى الغناء والتأليف، لتصبح سفيرة مميزة للثقافة الجزائرية داخل البلاد وخارجها، خصوصاً في أوروبا حيث حظيت بتقدير واسع بفضل أسلوبها العفوي وحسّها الإنساني.
وعرفت الحالة الصحية للفنانة تدهوراً مفاجئاً، إذ نُقلت يوم 4 نوفمبر 2025 إلى مستشفى باينام قبل تحويلها إلى مستشفى بني مسوس بتعليمات من وزيرة الثقافة، لتلقي رعاية متخصصة في مصلحة طب الرئة.
وذكرت صحيفة “الشروق” أن الراحلة واجهت مضاعفات حادة خلال الأسابيع الأخيرة، شملت ضيقاً شديداً في التنفس ونقصاً في تشبع الدم بالأوكسجين، إلى جانب معاناتها المستمرة مع مرض السرطان منذ عام 2016.
وبغياب “بيونة”، تفقد الجزائر قامة فنية استثنائية من أعمدة الكوميديا الوطنية، تركت إرثاً خالداً وحضوراً راسخاً في ذاكرة الجمهور، بأدوار جمعت بين البساطة والعمق، والإنسانية والفكاهة المؤثرة.
تدهور العلاقات بين الجزائر وفرنسا: الأزمة الدبلوماسية والتحديات المستقبلية
