05 ديسمبر 2025

أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أن الوضع الاقتصادي “تحت السيطرة” رغم تراجع عائدات المحروقات، موجهاً انتقادات للعهد السابق، ومطمئناً بأن الاقتصاد ما زال صامداً بفضل الإصلاحات والمشاريع التنموية.

وجاءت تصريحات تبون خلال زيارة إلى ولاية قسنطينة، التي أشرف خلالها على إطلاق سلسلة مشاريع للبنية التحتية، وفي ختام الزيارة، عقد اجتماعاً موسعاً مع مسؤولين ومنتخبين وجمعيات محلية، قبل أن يلقي خطاباً مطولاً بثه التلفزيون العمومي على جزئين تناول الأوضاع العامة في البلاد.

وأشار تبون إلى الوضع المالي الحرج الذي كانت تعيشه البلاد عام 2019، حين صرّح مسؤولون كبار — في تلميح إلى الوزير الأول الأسبق أحمد أويحي — أن الجزائر غير قادرة على دفع أجور العمال في الأشهر التالية.

وأوضح أن تذكير هذه الحقبة يهدف إلى إبراز الفارق بين مرحلة “الإحباط المالي” قبل توليه الرئاسة، ومرحلة “الاستقرار والتحسن” التي يراها حالياً، والتي سمحت للحكومة برفع الأجور وصرف منحة البطالة دون اللجوء إلى الاقتراض الخارجي.

وتعهد رئيس الجمهورية برفع منحة البطالة من 15 ألف دينار إلى 20 ألف دينار، موجهاً انتقاداً لمن يشككون في حصيلة سياساته، قائلاً: “لدينا 2.3 مليون شاب يتقاضون المنحة… أين هم العاطلون؟”.

وفي جانب آخر من خطابه، عاد تبون إلى تذكير المواطنين بخطاب الأزمة خلال السنوات الأخيرة من حكم بوتفليقة، مؤكداً أن الجزائر “بخير” وأن “البلاد ليست منهارة كما يحاول البعض تصويرها”، مبرزاً أن الجزائر خالية من الديون الخارجية، خلافاً لما كان يُثار في 2018 و 2019 بشأن العجز عن دفع الرواتب.

وشدد رئيس الجمهورية على أن “المعارك والشائعات” التي واجهها في بداية ولايته الأولى لم تُعرقل “مسار الجزائر الجديدة”، معتبراً أن إنجازات “كبيرة” تحققت في فترة قصيرة، وأن العام المقبل سيشهد “انطلاقة حقيقية تقود البلاد إلى بر الأمان نهائياً”، كما أكد أن “الثروة الحقيقية للجزائر ليست الغاز ولا النفط، بل الشباب”، مشيراً إلى دور العلوم في تطوير الدول.

وتطرق تبون إلى تأثير تراجع أسعار النفط، التي انخفضت حالياً إلى نحو 60 دولاراً للبرميل، مؤكداً أن الأوضاع “تحت السيطرة”، وأن احتياطات الصرف “كفيلة بضمان الصمود لمدة عام ونصف حتى في غياب الارتفاع”.

وحسب بيانات البنك المركزي، بلغ احتياطي العملة الصعبة 68.3 مليار دولار بنهاية 2024، مقابل واردات قيمتها 47.34 مليار دولار في الفترة نفسها.

وأوضح الرئيس أن الاحتياطات مرشحة للارتفاع بفضل جهود تنويع الاقتصاد، وزيادة صادرات القطاعين العام والخاص، وتطور عمليات الاستكشاف الغازي واستغلال المناجم.

ويرى متابعون أن هذه المؤشرات تعكس اتجاهاً اقتصادياً صاعداً، حتى في ظل استقرار أسعار النفط، مدعوماً بمشاريع متعددة أُطلقت خلال السنوات الأخيرة خارج قطاع المحروقات، يُتوقع أن تسهم في تعزيز النمو الاقتصادي للبلاد.

مشروع قانون “سحب الجنسية” يثير جدلا سياسيا واسعا في الجزائر

اقرأ المزيد