أعلنت الحكومة النيجيرية عن انطلاق “مجلس مستقبل الصومال” في كينيا، برئاسة قيادات من بونتلاند وغوبالاند و”منتدى الإنقاذ”، ويأتي ذلك وسط قلق بشأن تدهور العلاقات مع الحكومة الفيدرالية، ويهدف المجلس إلى معالجة قضايا الاستقرار السياسي والاستعداد للانتخابات عام 2026.
شهدت الأزمة السياسية في الصومال تطوراً جديداً مع إعلان تأسيس “مجلس مستقبل الصومال” في العاصمة الكينية نيروبي، بمبادرة من قيادات ولايتي بونتلاند وغوبالاند و”منتدى الإنقاذ” المعارض.
وجاء هذا التأسيس في أعقاب اجتماع ضم رئيس ولاية غوبالاند أحمد مدوبي، ونظيره في بونتلاند سعيد دني، إضافة إلى زعماء منتدى الإنقاذ المعارض وهم رئيسا الوزراء السابقان حسن علي خيري وسعد شردون، وعضو البرلمان عبد الرحمن عبد الشكور.
ورداً على هذه الخطوة، سارع وزير الدفاع الصومالي أحمد معلم فقي إلى انتقاد المبادرة، واصفاً إياها في منشور على موقع فيسبوك بأنها “تؤسس من أراض أجنبية تخدم مصالح خارجية”.
وأكد فقي أن مستقبل الصومال يجب أن يُحسم داخل البلاد، مشدداً على أن الحكومة الشرعية القائمة هي الجهة الوحيدة المخولة برسم توجهات البلاد المستقبلية.
وتأتي هذه التطورات في سياق الخلافات العميقة بين الحكومة الفيدرالية والأطراف الأخرى حول ملفات حساسة، أبرزها استكمال الدستور والتحضير للانتخابات المباشرة المقررة عام 2026.
وقد تصاعدت هذه الخلافات بعد التعديلات الدستورية التي أقرت في مارس 2024، والتي مهّدت لتحويل نظام الحكم من برلماني إلى رئاسي.
من جهة أخرى، يرى مراقبون أن تأسيس المجلس يعد تطوراً جديداً في التوازنات السياسية داخل البلاد، حيث يعكس انعقاد التأسيس في كينيا رسالة سياسية غير مباشرة إلى الحكومة الفيدرالية في مقديشو.
ويأتي هذا التطور قبل لقاء مرتقب بين الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس ولاية غوبالاند أحمد مدوبي في مدينة كيسمايو، مما يضفي مزيداً من التعقيد على المشهد السياسي.
ويبقى مستقبل هذه الأزمة مرهوناً بكيفية تعامل الأطراف المختلفة مع هذه المستجدات، وإمكانية تحول المجلس إلى منبر وطني للتشاور والإصلاح السياسي، أو أن يتحول إلى منصة للمعارضة تزيد من حدة الانقسامات القائمة.
تفجير انتحاري يستهدف مجندين في مقديشو.. ومقتل 10 على الأقل
