05 ديسمبر 2025

في تطور لافت على الساحة الحقوقية المصرية، أعلن مساء أمس الاثنين في القاهرة عن تأسيس كيان مدني جديد يحمل اسم “اللجنة الشعبية للدفاع عن سجناء الرأي”، بمشاركة عائلات معتقلين وعدد من المحامين والنشطاء الحقوقيين.

وجاء الإعلان بعد سلسلة من المشاورات بين شخصيات سياسية ومدنية رأت أن غياب القنوات الرسمية لحل أزمة المعتقلين يستدعي تحركا شعبيا موازيا، يهدف إلى الدفاع عن حرية التعبير ومواجهة ما وصفه البيان التأسيسي بـ”الانتهاكات الممنهجة لحقوق المواطنين على خلفية آرائهم السياسية أو نشاطهم السلمي”.

وأكد البيان أن استمرار احتجاز آلاف المصريين لمجرد انتماءاتهم أو آرائهم يشكل “اعتداء صارخا على الدستور وانتهاكا لمبدأ التعددية الذي يشكل أحد ركائز المجتمع”، مشيرا إلى أن أكثر من ستة آلاف شخص ما زالوا قيد الاعتقال أو الحبس الاحتياطي في قضايا ذات طابع سياسي.

وأضاف أن الدولة “باتت تستخدم منظومة العدالة كأداة لإقصاء المعارضين ومصادرة المجال العام”، ما انعكس سلبا وفق البيان على الأحزاب والنقابات والصحافيين وحتى مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي.

ولفتت اللجنة إلى أن الانتهاكات لا تتوقف عند حدود الاحتجاز، بل تمتد إلى “سوء المعاملة داخل السجون، والإخفاء القسري، والحرمان من الزيارات والرعاية الصحية”، وهو ما أدى إلى وفاة عدد من السجناء خلال الأعوام الماضية “دون محاسبة الجناة”.

وانتقد البيان ما وصفه بـ”الانغلاق الحقوقي والسياسي”، محذرا من أن استمرار هذا النهج “يهدد السلم الاجتماعي ويشوه صورة مصر أمام العالم”.

ودعا الموقعون إلى “توحيد الجهود المدنية والحقوقية لإنقاذ الحياة العامة من التدهور، وإعادة الاعتبار لحق المواطنين في التعبير والمشاركة السياسية السلمية”.

وتعمل اللجنة الجديدة بحسب إعلانها على أربعة محاور رئيسية: الضغط الإعلامي والسياسي من أجل الإفراج عن جميع سجناء الرأي دون تمييز، توثيق الانتهاكات المرتبطة بحرية التعبير والانتماء السياسي، تقديم الدعم القانوني والحقوقي للمعتقلين وذويهم، التعاون مع المؤسسات الحقوقية والإعلامية لنشر تقارير دورية حول أوضاع السجون ومساءلة الجهات الرسمية.

وشددت اللجنة على استقلالها عن أي انتماء سياسي، مؤكدة أن نشاطها “سيبقى مدنيا سلميا” تحت شعار “مصر بلا سجناء رأي”، وأن هدفها الأساسي هو الدفاع عن الحقوق الدستورية لكل مواطن، وعلى رأسها حرية الرأي والانتماء السياسي المشروع.

ويعيد هذا التحرك إلى الواجهة واحدا من أكثر الملفات حساسية في مصر منذ عام 2013، حيث تواصل منظمات محلية ودولية، بينها “هيومن رايتس ووتش” و”العفو الدولية”، انتقادها لما تصفه بـ”الاعتقالات التعسفية” و”الحبس الاحتياطي المطول”، معتبرة أن الإجراءات القضائية القائمة لا تضمن العدالة أو الشفافية.

ورغم إطلاق الحكومة “الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان” عام 2021، وتفعيل “لجنة العفو الرئاسي” التي أسفرت عن الإفراج عن مئات السجناء، إلا أن منظمات حقوقية تقول إن وتيرة الاعتقالات ما زالت تفوق عمليات الإفراج، ما يبقي الأزمة في حالة “دوران مستمر”.

 

دراسة روسية تكشف عن أبعاد جديدة لدين المصريين القدماء

اقرأ المزيد