تخطط بوركينا فاسو ومالي والنيجر، تحت حكم عسكري، لإطلاق بنك استثمار وتنمية كونفدرالي برأسمال أولي 500 مليار فرنك إفريقي (حوالي 890 مليون دولار) لتعزيز السيادة المالية وتجاوز القيود الإقليمية، وفق “أفريكا ريبورت”.
وترى قيادات الدول الثلاث أن النظام المالي الحالي في منطقة الفرنك والاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب إفريقيا لا يلبي احتياجاتها التنموية، خصوصاً في مجالات البنية التحتية والطاقة والزراعة والأمن الغذائي.
ويشير خبراء إلى أن ربط الفرنك الإفريقي باليورو وغياب سياسة نقدية مستقلة يحدّان من قدرة هذه الدول على تمويل أولوياتها، إلى جانب ما تصفه بـ”التهميش” من بعض المؤسسات الإقليمية بعد الانقلابات.
وأعلنت الحكومات أن رأس المال المبدئي سيُستكمل بحلول سبتمبر الحالي، على أن يُسدَّد بالكامل قبل نهاية 2028، مع إمكانية الاستعانة بدعم من دول الخليج أو الصين أو روسيا أو مؤسسات “بريكس”، إضافة إلى البنوك التجارية المحلية، واستغلال عائدات الموارد الطبيعية مثل الذهب واليورانيوم والقطن، أو إصدار سندات في الأسواق الإقليمية والدولية.
وأكدت الدول أن البنك الجديد لن يحل محل البنك المركزي لدول غرب إفريقيا، لكنه قد يستفيد من سمعته الائتمانية في الاقتراض الخارجي.
وعلى المدى المتوسط، قد يمهّد المشروع لإنشاء بنك مركزي خاص بتحالف الساحل، ما يمنح الدول الثلاث استقلالًا نقديًا كاملًا في المستقبل.
ويؤكد اقتصاديون أن التعايش مع المؤسسات المالية الإقليمية ممكن إذا ركّز البنك الجديد على التكامل بدلاً من التكرار، لاسيما أن بعض دول الاتحاد تمتلك بنوكاً وطنية للتنمية تعمل جنباً إلى جنب مع المؤسسات الإقليمية.
ورسمياً، تؤكد دول التحالف تمسكها بالعملة الموحدة، لكن إنشاء أداة مالية مستقلة قد يقلص نفوذ الاتحاد النقدي ويعيد رسم موازين القوة داخله.
ويرى محللون أن المشروع قد يتطور مستقبلاً نحو استقلال نقدي كامل، إذا توفرت البنية المؤسسية والحوكمة الرشيدة، ما قد يعيد تشكيل المشهد المالي في منطقة الساحل.
ثلاث دول تعلن انسحابها من “إيكواس” بحلول يناير 2025
