في موقف يعكس توتّر العلاقات بين دول غرب إفريقيا والولايات المتحدة، أعلنت حكومة بوركينا فاسو رفضها القاطع لطلب أمريكي يقضي باستقبال مهاجرين أجانب مرحلين من الأراضي الأمريكية، في إطار حملة الرئيس دونالد ترامب الجديدة ضد الهجرة غير الشرعية.
وقال وزير الخارجية البوركينابي كاراموكو جان ماري تراوري، في تصريح للإذاعة الوطنية، إن بلاده “لن تتحول إلى أرض للترحيل”، مشددا على أن المقترح الأمريكي “غير مقبول وغير لائق”، ويقوّض كرامة الدول الإفريقية.
وأضاف: “انفتاح بوركينا فاسو على القارة لا يعني أننا نقبل أن تُستغل روح الضيافة لدينا للتخلّص من فئات بشرية تعتبرها بعض الدول عبئًا عليها”.
ويأتي هذا الموقف في وقت تتزايد فيه مساعي إدارة ترامب لإيجاد دول ثالثة يمكنها استقبال المهاجرين غير النظاميين الذين تنوي واشنطن ترحيلهم، في إطار سياسة الهجرة الأكثر تشددا منذ توليه الحكم.
وكانت غانا أعلنت الشهر الماضي موافقتها على استقبال بعض المرحّلين من دول غرب إفريقيا، لكنها أكدت في الوقت ذاته أنها لم تتلقّ أي مكافآت أو حوافز مقابل القرار.
يذكر أن بوركينا فاسو، التي يقودها المجلس العسكري برئاسة إبراهيم تراوري منذ انقلابي 2022، تشهد تصاعدا في التوتر مع القوى الغربية بعد توثيق علاقاتها مع موسكو.
ويرى مراقبون أن رفضها المقترح الأمريكي يحمل أيضًا دلالات سياسية، إذ يأتي ضمن نهج جديد يسعى لتأكيد استقلال القرار السيادي في السياسة الخارجية.
وفي تطوّر متصل، أعلنت السفارة الأمريكية في واغادوغو تعليق جميع خدمات التأشيرات الروتينية اعتبارًا من الجمعة، داعية الرعايا الأمريكيين إلى مراجعة سفارة بلادهم في لومي، عاصمة توغو. ولم تُقدّم واشنطن تفسيرا رسميًا لهذه الخطوة حتى الآن.
المبعوث الأميركي يدعو الجيش السوداني للتوقيع على مدونة سلوك للحد من الانتهاكات
