بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مساء الأربعاء زيارة إلى الصين تستمر يومين، في أول زيارة خارجية له منذ إعادة انتخابه رئيساً.
وتُعد هذه الزيارة الأولى من نوعها على مستوى “زيارة دولة”، وهو أعلى مستوى في تدرج الزيارات الخارجية لقادة الدول.
وصرح مساعد الرئيس للشؤون الدولية، يوري أوشاكوف، بأن اختيار الصين كأول وجهة خارجية للرئيس بوتين لم يكن صدفة، حيث جاءت هذه الزيارة رداً على زيارة مماثلة قام بها الزعيم الصيني شي جين بينغ إلى روسيا العام الماضي.
ورافق بوتين وفد يضم خمسة نواب لرئيس الوزراء، ووزراء الاقتصاد والخارجية والوزارات الأمنية، بالإضافة إلى المسؤولين عن الجهاز الفيدرالي للتعاون العسكري الفني والسكك الحديدية الروسية و”روس آتوم” و”روس كوسموس”، وحكام 20 مقاطعة روسية.
وأجرى بوتين وشي محادثات في بكين اليوم الخميس، أدلى الرئيسان بعدها بتصريحات للصحفيين تناولت أبرز الملفات الدولية والثنائية.
الزيارة تمت مباشرة بعد تغيير الحكومة الروسية. ومن الجدير بالذكر أولاً وقبل كل شيء، تعيين أندريه بيلوسوف وزيراً للدفاع الروسي، الذي كان أيضاً عضواً في الوفد الروسي.
وأكد شي جين بينغ أن التسوية السياسية للأزمة الأوكرانية هي الطريق الصحيح، مشدداً على ثبات موقف الصين من هذا الأمر، وعلى ضرورة حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي وفقاً لصيغة الدولتين وقرارات الأمم المتحدة.
وأبرز شي جين بينغ في تصريحاته أن الصين وروسيا ستعملان معاً لتحقيق المزيد من المنافع للبلدين والمساهمة في الأمن والاستقرار العالميين.
وأوضح التزام البلدين بمبادئ عدم الانحياز وعدم المواجهة، وأن العلاقات الثنائية ليست موجهة ضد دول أخرى.
وذكر أن الصين وروسيا تتمسكان بالنظام الدولي المتمركز حول الأمم المتحدة والقائم على القانون الدولي، مع تنسيق مواقفهما بشكل وثيق في المنصات متعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة وأبيك ومجموعة العشرين.
وحذر شي من انتشار عقلية الحرب الباردة، والهيمنة الأحادية ومواجهة الكتل، معتبراً أن هذه السياسات تشكل تهديداً مباشراً للسلام العالمي وأمن الدول.
وأعرب عن أمل الصين في استعادة السلام والاستقرار بسرعة في أوروبا، مؤكداً استمرار الصين في القيام بدور بناء.
من جانبه أشار بوتين في تصريحاته إلى أن المحادثات مع الرئيس الصيني تناولت مختلف جوانب التعاون بين موسكو وبكين.
وأعرب عن امتنان موسكو للجانب الصيني على المبادرات التي قدمتها بكين لحل الأزمة الأوكرانية.
وأكد أن روسيا والصين تعملان معاً لإنشاء نظام عالمي عادل يعتمد على القانون الدولي، وشدد على ضرورة إقامة بنية أمنية موثوقة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، واتفقت موسكو وبكين على أن إنشاء تحالفات عسكرية سياسية مغلقة في المنطقة يؤدي إلى نتائج عكسية.
كما أشار بوتين إلى أن روسيا والصين تعتزمان مواصلة الجهود لتحقيق التكامل بين الاتحاد الاقتصادي الأوراسي ومبادرة “حزام واحد طريق واحد”.
وأوضح أن التجارة والاستثمار المتبادل بين روسيا والصين محميان من التأثير السلبي لدول أخرى، مع وجود خطط لتعزيز الاتصالات بين المصارف.
مجلس الأمن يطالب بتسوية سياسية شاملة ومصالحة حقيقية في ليبيا