في تطور يُنذر بتغييرات في موازين القوى داخل العاصمة الليبية، تزايدت مؤشرات الانقسام داخل “اللواء 444 قتال” التابع لحكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها.
وجاء ذلك عقب إعلان المجلس الاجتماعي لسوق الجمعة ترحيبه بانشقاق عدد من مقاتلي اللواء ودعوته الآخرين إلى “العودة إلى أهلهم”.
ورغم التزام قيادة اللواء، الذي يقوده اللواء محمود حمزة، الصمت حيال هذه التطورات، اعتبر البيان الصادر مساء أمس السبت بمثابة دعوة مفتوحة للتفكك من الداخل، في وقت تشهد فيه طرابلس حالة من التوتر الأمني، دفعت وزارة الداخلية إلى تكثيف انتشارها الأمني في مناطق التماس بالعاصمة.
وتبرز خلف هذا الانشقاق المحتمل خلافات متصاعدة بين “اللواء 444″ و”جهاز الردع لمكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب” بقيادة عبد الرؤوف كارة، حيث يشهد حي سوق الجمعة شرقي طرابلس أحد مراكز الثقل السياسي والعسكري صراعا خفيا للنفوذ، خاصة أنه يضم مطار معيتيقة الدولي ومقار أمنية حساسة.
وفيما يسيطر “اللواء 444” على مناطق جنوب غربي طرابلس كعين زارة وصلاح الدين، يتهمه خصومه بالعمل لصالح رئيس الحكومة المنتهية ولايتها عبد الحميد الدبيبة، وهو ما يجعله عرضة لهزات داخلية متكررة بفعل تغير الولاءات على الأرض.
وفي بيان لاحق، أعلن عمداء بلديات النواحي الأربع والمجلس الاجتماعي رفع الغطاء الاجتماعي عن كل من ينتمي إلى “جهاز الردع”، داعين إلى تفكيكه واعتباره “كياناً فاسداً”، وهو ما يزيد من سخونة المشهد الأمني المعقد.
وفي محاولة لتحسين صورته، فتح “جهاز الردع” أبواب سجن معيتيقة أمام وفد مشترك من المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان ولجنة حقوق الإنسان في المجلس الأعلى للدولة، في خطوة نادرة تهدف إلى تقييم ظروف الاحتجاز والتحقق من التزام السجن بالمعايير الوطنية والدولية.
وشملت الزيارة تفقد أقسام السجن، والاطلاع على أوضاع النزلاء، بمن فيهم المتهمون في قضايا إرهاب، إضافة إلى معاينة آثار القصف العشوائي الأخير الذي أسفر عن مقتل سجين وإصابة آخرين. ورحّبت المؤسسة بالتعاون، معتبرة الخطوة “تطورًا إيجابيًا” نحو انفتاح أمني أكبر على المؤسسات الحقوقية.
يذكر أن سجن معيتيقة يخضع فعليًا لسيطرة “جهاز الردع”، وقد طالب مفتي ليبيا السابق، الصادق الغرياني، المقرب من حكومة الدبيبة، أكثر من مرة بالإفراج عن بعض نزلائه، واصفًا استمرار احتجازهم دون محاكمة بأنه “ظلم شرعي وانتهاك قانوني”.
السباحون الليبيون يشاركون في بطولة العالم بالمجر
