تشهد دولة بنين في غرب إفريقيا تصاعدا لافتا في الهجمات الإرهابية المنسوبة لتنظيم القاعدة منذ مطلع أكتوبر الجاري، ما يعكس انتقال التنظيم من منطقة الساحل المضطربة إلى دول كانت حتى وقت قريب بمنأى عن العنف المسلح.
وأكدت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، الفرع الإقليمي لتنظيم القاعدة في الساحل، عبر بيان بثّته على قنواتها في مواقع التواصل، مسؤوليتها عن هجوم استهدف قرية “ولي” الحدودية مع نيجيريا، أسفر عن مقتل ثلاثة من عناصر الأمن البنيني والاستيلاء على أسلحة رشاشة، ولم تشر الجماعة إلى خسائر في صفوف مقاتليها.
وفي المقابل، أعلنت السلطات البنينيّة إحباط محاولة هجوم أخرى على قرية حدودية في شمال شرقي البلاد، مشيرة إلى أن قواتها تمكنت من “تحييد إرهابيين اثنين” وضبط معدات كانت بحوزتهما.
وأوضحت مصادر أمنية محلية أن المهاجمين حاولوا اختطاف أحد المدنيين العاملين كبائع متجول، قبل أن يتطور الموقف إلى اشتباك مسلح قصير انتهى بفرار المهاجمين نحو الغابات المحاذية للحدود مع نيجيريا.
وأشادت الحكومة بتعاون القوات المسلحة مع الصيادين التقليديين المحليين الذين لعبوا دورا مساعدا في صد الهجوم، معتبرة هذا التنسيق خطوة مهمة لتأمين القرى الحدودية المعزولة التي باتت هدفًا متكررًا للمسلحين.
وشهدت بلدة سيغبانا في إقليم أليبوري، على بعد نحو 700 كيلومتر شمال العاصمة كوتونو، هجوما مزدوجا مساء السبت الماضي أسفر عن مقتل ثلاثة من أفراد الشرطة واختطاف مدنيين، بينما وقعت مواجهات مماثلة في قرية كالالي القريبة.
وتعد هذه الهجمات الأخطر منذ شهور، وتشير إلى تزايد النشاط الإرهابي العابر للحدود من نيجيريا نحو الأراضي البنينية.
ويرى مراقبون أن تقدم الجماعات المرتبطة بالقاعدة نحو بنين وتوغو وساحل العاج يمثّل تحولا استراتيجيا في خريطة الصراع بالساحل، بعد أن بسط التنظيم سيطرته الواسعة على مناطق من مالي والنيجر وبوركينا فاسو.
نيجيريا تعلن اعتقال قادة بارزين في جماعة “أنصار المسلمين في بلاد السودان”
